انتهت التجربة الودية الثانية لمنتخبنا بالهزيمة بهدف نظيف امام جنوب أفريقيا واستمرت حالة القلق التي تعيشها جماهير الكرة المصرية علي فريقها الذي يستعد لدخول المعترك الرسمي في تصفيات المونديال بلقاء الكونغو في شهر أكتوبر القادم.. لنقول " يا خوفي علي المونديال.. منتخبنا لعب عيال" بعد ظهوره بمستوي مهزوز. أخفق اللاعبون والجهاز الفني بقيادة هيكتور كوبر في تحسين الصورة عقب مباراة غينيا ليصبح نتاج المعسكر الودي الحالي تعادلا مع غينيا بهدف علي ملعبنا وهزيمة خارج أرضنا.. وهو أمر غير مطمئن بالمرة خاصة أن سيناريو الأهداف والاخطاء الدفاعية التي تضرب مرمي منتخبنا تتكرر افتقد المنتخب وجود مخالب وأنياب حقيقية في الجانب الهجومي الفرص الضائعة ايضا اصبحت تمثل مشكلة خاصة وأنه في المباريات الرسمية سيحتاج إلي انصاف الفرص للتسجيل والفوز. كل هذه السلبيات تتطلب من الجهاز الفني وقفة حقيقية وجادة يقوم فيها بإعادة تصحيح المسار خاصة وأن تجربة جنوب أفريقيا تعتبر أقوي تجربة ودية خاضها حتي الآن علي المستوي الفني ويجب أن تكون نتائج المعسكر بالكامل محل تقييم وجرس انذار خاصة ان آمال الجماهير المصرية زادت في التصفيات المونديالية في ضوء المجموعة التي وقعت فيها مصر. يجب ان يمتد جرس الانذار إلي مجلس إدارة الاتحاد الجديد برئاسة المهندس هاني ابوريدة الذي تعهد في برنامجه ببذل كل الجهد للوصول للعالمية. الشوط الأول شوط متواضع للمنتخب الوطني في اخر تجاربه الودية قبل انطلاق المواجهات الرسمية.. لم يقدم المنتخب لا الشكل ولا الطريقة ولا الأداء الذي كان منتظراً منه لتحسين النتيجة فجاء الشوط الاول باهتا مليئا بالاخطاء التي وقع فيها لاعبونا لينتهي بتأخر المنتخب بهدف من نسخة مكررة اكثر من مرة وكأن الجهاز الفني ولا اللاعبون يتعلمون الدرس. وضحت المساحات الشاسعة بين لاعبينا خاصة احمد دويدار وعلي جبر بينهم وبين النني ومحمد صلاح وبالتالي افتقدنا الترابط الجيد بين الخطوط. وكان اعتمادنا كذلك علي لعبة متكررة من عبدالله السعيد إلي محمد صلاح ولكنها لم تكن ذات تأثير نتيجة ليقظة لاعبي جنوب أفريقيا. كانت الجبهة اليمني لمنتخبنا اقوي من نظيرتها وذلك نتيجة التجانس الموجود بين عبدالله السعيد وعمر جابر عن الموجود بين محمد عبدالشافي وتريزيجيه. لاشك أن الهدف الجنوب أفريقي الذي جاء في الدقيقة السابعة من بداية هذا الشوط منح الأولاد ثقة اللعب بتركيز أفضل وهدوء اكبر وقد حصلوا عليه نتيجة خطأ مزدوج لمدافعي المنتخب خاصة أن الهجمة الجنوب أفريقية بدأت من الجبهة اليسري التنقل إلي اليمني وسط متابعة من مدافعينا وعدم تغطية لتصل إلي الضغط المباشر علي المرمي وتصل إلي رأس موفو ماكوك يضعها في شباك احمد الشناوي دون مقاومة افتقدنا بشكل كبير للكثافة العددية في هجماتنا حيث يجد محمد صلاح علي سبيل المثال نفسه وحيدا مع اي هجمة مرتدة دون مساعدة حقيقية وعندما تحدث تكون الخطورة ضاعت أو الكرة تاهت. وضح عدم نجاح الجهاز الفني بقيادة هيكتور كوبر في تأهيل اللاعبين من الناحية النفسية بشكل جيد حيث وضح اندفاعهم للهجوم من البداية علي حساب الجانب الهجومي والذي نجح الجانب الجنوب أفريقي في استغلاله لتسجيل الهدف المبكر. لم يخل هذا الشوط من بعض الهجمات المميزة حيث تلقي محمد صلاح تمريرة بينية رائعة من منطقة الجزاء ليسدد فوق العارضة لكن الحكم احتسبها تسللا. وانطلاقة اخري من كوكا الذي لم يظهر في هذا الشوط إلا فترات قليلة سددها بيسراه ارتطمت بالدفاع وتحولت لركنية لم يستفد منها المنتخب. ومع اقتراب النهاية ازدادت المحاولات خاصة من جانب تريزيجيه الذي راوغ ومرر لكن مقطوعة لينهي الحكم تلك المحاولات بصافرة نهاية الشوط الاول. الشوط الثاني ظهر المنتخب الوطني في الشوط الثاني بتحسن ملحوظ وذلك نتيجة لتقارب الخطوط واعادة تنظيمها بناء علي تعليمات الجهاز الفني بين الشوطين واصبح منتخبنا هو الافضل والاكثر سيطرة ولكن دون خطورة حقيقية علي مرمي فريق جنوب أفريقيا غلب الطابع الحماسي علي أداء لاعبينا وكاد تريزيجيه يفعلها ويدرك التعادل من عرضية مميزة من عمر جابر لعبها برأسه تمر بجوار المرمي. وانطلاقة اخري من الجبهة اليسري يمر بها تريزيجيه من دفاعات الاولاد يمررها إلي محمد صلاح الذي سددها قوية مرت بجوار القائم الايمن وظهر محمد عبدالشافي بعرضية مميزة حولها إلي محمد صلاح يلعبها برأسه بجوار القائم. يلجأ كوبر المدير الفني لتنشيط الناحية الهجومية بخروج عبدالله السعيد ونزول رمضان صبحي ثم خرج كوكا ولعب عمرو جمال بدلا منه إلا أن هذه التغييرات لم يصاحبها تغيير في طريقة اللعب. ووسط المحاولات المصرية اطلق حكم اللقاء صفرة النهاية معلنا هزيمة منتخبنا بهدف نظيف.