الأزمات في البلاد تندلع فجأة وبدون مقدمات وكأن هناك "عفريت" يرتدي طاقية "الإخفا" يحركها ويقف وراءها.. ارتفعت أسعار السكر إلي الضعف بين عشية وضحاها ومن قبلها الأرز وقفزت أسعار العديد من السلع فوق احتمال البسطاء.. ثم طفت علي السطح أزمة ألبان الأطفال ومعها استثمر الكارهون للوطن الأحداث ونفثوا سمومهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. الحكومة تتحرك في كل اتجاه للقضاء علي الأزمات غير أن تحركها يأتي متأخراً وكرد فعل وهو ما يثير تساؤلات عديدة: هل الحكومة تفاجأ هي الأخري مثل المواطنين باحتكار وجشع التجار ورفعهم للأسعار؟! وأين أجهزتها الرقابية من ضبط الأسواق؟! وهل بعض من يطلقون علي أنفسهم رجال أعمال وتجار كبار "استفحلوا" وأصبحوا يتحكمون في قوت الغلابة.. هدفهم زيادة أرصدتهم بالبنوك.. وليمت المواطن المسكين جوعاً! ووسط هذه الأزمات الخانقة والمفتعلة من المحتكرين والتجار الجشعين يأتي تدخل القوات المسلحة الباسلة لإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح وإنقاذ الحكومة وحفظ ماء وجهها في إطار دورها الأشمل والأوسع بحماية الأمن القومي للبلاد وبمفهومه الشامل وليس حماية الحدود فقط. لقد تجلي دور قواتنا المسلحة علي مدار تاريخها في الانحياز الدائم للشعب والاستجابة لمطالبه والحفاظ علي مقدراته ومكتسباته. وكامل تراب الوطن ووحدة أراضيه وأن يظل آمناً مستقراً. إن تدخل القوات المسلحة في إنهاء الأزمات وتوفير السلع ومواجهة جشع التجار والاحتكار - يحسب لها - فدورها ليس حماية الحدود فقط بل أعمق من ذلك بكثير حيث يمتد إلي الحفاظ علي السلم والأمن الاجتماعي والسياسي وعدم ترك الدولة تغرق في مشكلاتها دون وأدها في مهدها. إن هذا دور جيش مصر العظيم منذ فجر التاريخ.. مهما حاول المغرضون والمرجفون في المدينة وأعداء الدولة في الداخل والخارج الادعاء بغير ذلك.. فهذه مزايدات رخيصة لا نقبلها وأصحابها في قلوبهم مرض. لقد تجلي دور الجيش العظيم في الحفاظ علي وحدة وسلامة البلاد خلال ثورة 25 يناير وانحيازه لإرادة الشعب في الوقت الذي دخلت فيه دول مجاورة في حروب طاحنة وانهارت وتفككت وتشردت شعوبها.. فيما ظلت مصر قوية مستقرة بجيشها الذي لا يقهر.. ثم كانت عظمة الجيش المصري في 30 يونيو عندما انحاز مرة أخري للشعب ضد نظام الإخوان والفاشية الدينية. هذا هو الجيش المصري.. رجال أبطال علي مر التاريخ.. صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وهبوا أرواحهم فداءً للوطن.. ولن تؤثر فيهم طعنات الغدر والخيانة أو كلمات صبيانية للمدعو باسم يوسف أو غيره.. فالشعب بكل فئاته وطوائفه يقف مسانداً للجيش.. يتولي الرد علي سخافات الكارهين والمتآمرين علي الوطن وقواته المسلحة الباسلة. تحيا مصر.. وحفظ الله الجيش.