بالرغم من آلاف الجنيهات التي انفقت علي تطوير منطقة "بئر مسعود" بشرق الإسكندرية والمهرجان الذي اقيم للاحتفال بالممشي الجديد الذي كان مقررا أن يكون متنفسا لأبناء الثغر بعد أن استولت الكافتيريات وحجبت رؤية الكورنيش إلا أن منطقة بئر مسعود تحولت بعد ذلك في ظل غيبة الجهاز التنفيذي إلي فوضي عارمة حيث زحف العربجية إلي المنطقة ومعهم عرباتهم وخيولهم التي تقف صفا أعلي الكورنيش لتقضي حاجتها انتظارا لتأجيرها مقابل عشرة جنيات للسير أعلي الرصيف لتزاحم المشاة حتي صباح اليوم التالي.. والأغرب هو قيام بائعي الخضر بالتواجد ليلا بعرباتهم الكارو بعد انتهاء العمل الصباحي للعمل ليلا بمنطقة بئر مسعود بتجميع الأطفال والفساد من رواد المنطقة وأغلبهم من مصطافي اليوم الواحد الركوب أعلي العربة. والسير بهم بطول الكورنيش في منافسة مع السيارات لتزيد الحركة المرورية تكدسا علي تكدس بلا حسيب أو رقيب. يقول مصطفي محمد محاسب حفرت ليلا للنزهة مع أسرتي بمنطقة بئر مسعود بعد تطويرها وصدمت من هول ما رأيته فالباعة الجائلون احتلوا الممشي ورصيف الكورنيش بأنابيب البوتاجاز لإعداد الأطعمة والفيشار والحلويات الشرقية وكذلك الحال لبائعي "الذرة المشوي" الذين ألقوا بأجوله الفحم أعلي الرصيف دون الاهتمام بأي تلوث بيئي وتشاهد من ينام بجوار عربته ويقوم غيره بالبيع وكأن المنطقة قد احتلت. ويضيف المهندس رؤوف السيد الكارثة في مستأجري البيتش باجي بسعر عشرة جنيهات أيضا لفترة لا تتعدي الربع ساعة وتفاجأ بأن رواده هم رجال كبار وليسوا أطفالا والقيام بمعاكسة النساء والتحرش بالفتيات حتي الساعات الأولي من الصباح ولا يوجد فرد أمن واحد يمكن أن تستغيث به. ويشكر عبدالله الحلو صاحب كافتيريا من سباقات الموتوسيكلات التي تقام فجرا حيث تنقل بسيارات نقل ليدخل الجميع في سباق برهانات علي الكورنيش في الخامسة فجرا ويسيرون عكس الاتجاهه ليؤدوا حركات بهلوانية بالسير علي العجلة الخلفية أو الأمامية فقط.. وتقام الرهانات عليهم بصورة علنية دون حسيب أو رقيب. يضيف علي خلف الله "عامل بكافتيريا": لا يستطيع أحد الوقوف أمام مسابقات الموتوسيكلات بمنطقة بئر مسعود فهي تسير أعلي الأرصفة وأسفلها ووسط المواطنين وتتحدي السيارات وتتعرض للنساء بصورة فجة ويظل الوضع هكذا حتي الساعة الثامنة صباحاً ليغادر الجميع كما تجمعوا فجراً ولهم أشخاص أشبه بالناضورجية للمراقبة إذا ما كانت هناك سيارة مرور تمر بالمصادفة بالمنطقة لأن أغلبهم لا يحملون أرقام في الأساس واشتكينا كثيرا ولكن الرقابة الأمنية مختفية فلا مرور ولا مرافق ولا كمائن ليلية ولا شرطة نجدة ولا أدري هل نحن في انتظار كارثة لتتحرك. أما سعاد محمود "ربة منزل" فتقول: الرائحة بمنطقة بئر مسعود لا يتحملها بشر بسبب قضاء الحيوانات لحوائجها أعلي الأرصفة وأسفلها وأثناء سيرها أعلي الكورنيش وكأننا في الريف وليس علي كورنيشس محافظة ساحلية. وللأسف فإن عملية تأجير الجياد موجودة أيضا بحديقة مسجد سيدي بشر المطلة علي الكورنيش بالرغم من أنها تقع في مواجهة فندق سياحي كبير. إلا أن أعداد الجياد كبيرة ولا أدري من أين تأتي وأين هي الرقابة البيطرية حتي علي هذه الحيوانات؟! تقول عفاف عبدالله "موظفة": لقي نجي أولادي من الموت بأعجوبة بعد أن أصيب حصان يقف بعربة حنطور بحالة هياج مفاجئ أثناء وقوف عربجي أمامه بسيارته وذلك أثناء عبورنا للطريق وظللنا نصرخ ونستغيث حتي تمكنوا من السيطرة عليه وأحضروا لنا مقاعد من المقاهي بعد أن أصيب طفلي بحالة إغماء من خوفه وكل ما حصلنا عليه هي كلمة "معلش". يضيف ياسر صبحي "موظف": المؤسف أن رحلات اليوم الواحد أصبحت منتشرة بالمنطقة المطورة ببئر مسعود غير مهتمة بمن يسير بجوارها وتفترش الأرض لتناول الطعام وكأنها مصطبة مستغلة حالة الزحام وانعدام الرقابة. فلا يوجد لافتة إرشادية حتي صناديق القمامة قليلة. وبالتالي فجميع المخالفات تلقي علي الأرض. يقول عبدالباسط متولي "مقاول": الطريف أنه مع الساعات الأولي من الصباح تظهر حفلات رقص لمجموعات تتجمع بالطبلة وحولهم فتيات يرقصن بطريقة خليعة وملابس مثيرة ويتجمع حولهم الشباب لتسمع بعد ذلك صراخات من تعرض للنشل وسرقة حافظة نقوده وتليفونه المحمول. وبالتالي فالفاعل مجهول وسط هذا الزحام. تقول ليلي مدحت "طبيبة": الكورنيش بأكمله دون أي رقابة تذكر وتركته المحافظة للباعة الجائلين والكارثة في تواجد الشيش علي سور الكورنيش وبمنطقة بئر مسعود. حيث يفترش صاحب مجموعة من الشيش الأرض ويشعل الفحم علي الرصيف ويغسل الشيشة بجركن وجردل من المياه ويقوم باستئجارها للمدخنين.