هذا أقل ما يوصف به الوضع داخل فريق كرة القدم بهذا النادي الكبير فمنذ ان تولي مرتضي منصور رئاسته في 29 مارس 2014 قام بتعيين 12 مديراً فنياً خلال عامين و4 أشهر فقط "942 يوماً" في ظاهرة تعد الأولي من نوعها علي مستوي العالم في كرة القدم ضارباً رقماً قياسياً. لفت مرتضي منصور إليه الأنظار بحرصه علي إقالة المدربين الذين قادوا فريق الكرة ليظل هو الأبرز في هذه الجزئية ويتردد اسمه داخل الوسط الرياضي بشكل عام وبين من يهتمون بشئون الساحرة المستديرة والزملكاوية علي وجه التحديد الذين أصيبوا عددا كبيرا منهم بحالة احباط شديدة بعدما توسموا خيرا مع قدوم كل مدرب جديد بأن الفريق سيحقق بطولات إلا أن هذا لم يحدث سوي مرة واحدة حيث فاز الفريق ببطولتي الدوري والكأس تحت قيادة البرتغالي جيساولدوا فيريرا أفضل من تولي القيادة الفنية للأبيض خلال السنوات الأخيرة ورغم ذلك هرب في ظروف يعلمها القاصي والداني عقب خسارة الفريق كأس السوبر المحلي. لم يكن إقدام مرتضي منصور علي هذه الخطوة للشو الإعلامي أو المنظرة لأنه طبيعة الحال أحد نجوم المجتمع المصري لكنه كان يحرص علي ألا يتعرض الفريق لأي خسارة من منطلق غيرته الشديدة وحباً في الفانلة البيضاء ولكنه تناسي في نفس الوقت إنها كرة القدم ولابد من فريق فائز وآخر خاسر ولا يوجد فريق في العالم يظل يفوز أو ينهزم علي طول الخط كما يقولون مهما كان يضم بين صفوفه نجوماً بملايين الدولارات وليس الجنيهات. في الوقت نفسه وما لفت الأنظار بشدة تواجد محمد صلاح مع معظم المديرين الفنيين الذين قادوا الفريق في ظاهرة تعد الأغرب وسط هذه الأحداث ليحقق بذلك العلامة الكاملة بعد ظهوره مع كل الأجهزة الفنية التي تولت قيادة الفريق خلال هذه الفترة وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة خاصة أن رئيس النادي أكد مراراً وتكراراً أنه سيمنح أي مدرب زملكاوي أثبت كفاءة في هذا المجال خارج النادي فرصة للعمل داخل الفريق وأنه لن يتخلي عن أبناء النادي المميزين لكن تأتي الرياح ويظل محمد صلاح. "المساء الرياضي" حرصت علي استعراض الموقف ورصد ما شاهده فريق الزمالك من تغييرات للمدربين الذين تعاقبوا عليه خلال هذه الفترة من خلال السطور التالية. تولي مرتضي منصور رئاسة النادي وكان أحمد حسام ميدو مديراً فنياً للفريق ولكنه لم يستمر سوي شهرين فقط وفاز ببطولة كأس مصر وخسر درع الدوري ثم ترك موقعه ليتولي حسام وإبراهيم حسن القيادة الفنية للفريق تحديداً في 30 يوليو ويستمر التوأم في موقعه حتي الثاني من أكتوبر ليتم إقالته لم يشفع له حبه وغيرته الشديدة علي الفانلة البيضاء ويأتي البطل محمد صلاح مدرباً مؤقتاً لمدة عشرة أيام فقط تحديداً في الثاني من أكتوبر في مرحلة انتقالية ثم يسلم الراية للبرتغالي جايمي باتشيكو الذي هرب في الأول من عام 2015 بعدما فاض به الكيل من طريقة المعاملة التي تلقاها من رئيس النادي وكلاكيت ثاني مرة عاد محمد صلاح مدرباً مؤقتاً لمدة 36 يوماً ليتولي البرتغالي فيريرا ومعه القيادة الفنية ومعه أبوصلاح مدرباً عاماً في الثامن من فبراير والتعاقد ونجح فيريرا في موقعه وحصل الزمالك علي بطولة الدوري بعد عشر سنوات عجاف استمرت غاب عنها الدرع. ثم فاز ببطولة كأس مصر وفي انجاز غير مسبوق وقامت الدنيا ولم تقعد فرحاً بهذا المدرب العبقري ورغم ذلك هرب هو الآخر بعدما خسر الفريق كأس السوبر المصري أمام الأهلي حيث لم يتحمل تصريحات مرتضي منصور عقب هذه المباراة بأنه سيتدخل في التشكيل ليرحل فيريرا ويخطفه مسئولو السد القطري لقيادة فريق الكرة هناك في 21 نوفمبر من نفس العام. يظهر محمد صلاح كلاكيت ثالث مرة ويقود الفريق حتي تم التعاقد مع البرازيلي ماركوس باكيتا لمدة 22 يوماً فقط في الفترة من 5 ديسمبر حتي الثالث من يناير 2016 ليرحل دون أي سبب يذكر في واقعة غريبة أيضاً ويعود أحمد حسام ميدو مرة أخري ولكن هذه المرة بصحبة الثعلب الصغير حازم إمام في منصب مدير الكرة حتي التاسع من فبراير ليترك بعدها كل منهما الإدارة الفنية للفريق ويدخل ميدو مع مرتضي منصور في حملة تشهير وصراعات علي شاشات القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلي ساحات القضاء في واقعة لفتت الأنظار داخل وخارج مصر. يعود محمد صلاح ويجلس علي رأس القيادة الفنية للفريق للمرة الرابعة في التاسع من فبراير لمدة 18 يوماً ثم يحضر الاسكتلندي أليكس ماكليش الذي لم يتأقلم مع هذه الأجواء ليرحل سريعاً. ويتولي محمد حلمي تدريب الفريق وحقق معه نتائج أكثر من رائعة بشهادة كل من عشاق كرة القدم وليس الزملكاوية فقط لكنه في نهاية الأمر استقال وقبلت استقالته عقب خسارة الفريق من صن داونز الجنوب أفريقي والآن يبحث رئيس نادي الزمالك عن مدير فني أجنبي جديد وحال نجاحه في هذه الخطوة لن يستمر في موقعه إذا استمرت هذه السياسة التي تدار بها كرة القدم داخل هذه القلعة الرياضية الكبيرة.