ثعابين وسلاحف وكلاب وصقور هي أحدث الوسائل التي يستخدمها العاطلون للتربح من مصطافي شواطئ الإسكندرية في ظل غياب تام للرقابة علي هذه الظاهرة المؤسفة سواء من مستأجري الشواطئ أو الإدارة المركزية للسياحة والمصايف أو حتي الشرطة المختصة وهو ما أسفر قبل أيام عن مصرع عامل بعد أن لدغه ثعبان سام في رقبته أثناء التقاط صورة تذكارية معه وتبين أنه ثعبان كوبرا من النوع السام. يقول الخبير السياحي نبيل رحمي: نحن في مهزلة بكافة المقاييس فبدلاً من أن تكون هناك رقابة من قبل مراقبين للشواطئ يتم تعيينهم من الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لتأمين المصطافين من أعمال البلطجة والعاطلين وهو ما كان متبعاً من قبل نفاجأ بأن الشواطئ أصبحت متاحة لعرض جميع أنواع الحيوانات والطيور سواء من صقور أو ثعابين وسلاحف حتي الكلاب أصبح يتم استخدامها لترويع المصطافين ليلاً كنوع من أنواع البلطجة ولا يوجد من يردع هذه الظاهرة المؤسفة لحماية المصطاف القادم من الأرياف خاصة رواد اليوم الواحد الذين يعتقدون أن التصوير مع الزواحف الخطرة نوع من أنواع البطولة. أما الدكتور أحمد خليفة أستاذ الأمراض النفسية والعصبية فيقول: هذه الكارثة بدأت مع ظهور الفنان محمد رمضان في فيلم "عبده موته" يحمل ثعبان علي رقبته كدليل للبلطجة والرجولة الزائفة وهو ما جعل شباب المناطق الشعبية والحرفيين والبسطاء يسارعون في تقليده. مضيفاً أن سم الثعبان يتسبب في حدوث تغيير في شكل الدم من السائل إلي المتجلط وهذه العملية تعرف باسم "تخصر" الدم ولذلك فإن لدغة الثعبان تكون قاتلة حيث السم يمتزج مع الدم مباشرة ويتجلط في العروق داخل الجسم ووفاة الشخص خلال دقائق معدودة بعكس السم الذي يتم تناوله عن طريق الفم الذي يكون هناك أمل في انقاذ متناوله. ويضيف خليفة أن مصر بشكل عام تعاني من نقص في ترياق الثعابين والمضاد للدغ وسموم الثعبان وذلك بالرغم من انتشار الثعابين السامة بها. مؤكداً أن مستشفيات الإسكندرية تعاني من نقص شديد في ترياق الثعابين والتي لا توجد سوي بمستشفي فاروق ومستشفي شرق المدينة ومستشفي رأس التين فقط. وأضاف أن الشباب الذين يقومون بتربية هذه الزواحف السامة أو من يقوم بالتقاط الصور التذكارية معها هو لإرضاء نقص داخلي في الشخصية ويرغب في سد هذا النقص من خلال تحقيق لحظات انتصار وتجسيد دور البطولة والقيام بأعمال يتصور بأنه يصعب علي غيره تنفيذها ولكن هنا يجب رفع درجة وعي هؤلاء الشباب بأن الشخصية التي يرغب في تكوينها لن تتحقق سوي بتميزه في مجال عمله أو دراسته بين الأفراد ولكن غير ذلك فهو ادعاء ليس أكثر ولو افترضنا انه شاهد نظرات الاعجاب من الأفراد حوله بسبب موقف ما فسرعان ما سيزول هذا الاعجاب لأنه مبني علي موقف محدد فقط. وطالب المحافظة بتوفير الرقابة علي الشواطئ لمنع دخول الزواحف والحيوانات لعدم ضرر أحد رواد الشواطئ والمصطافين خاصة أنه في حالة هروب الثعبان من صاحبه فتكون هناك صعوبة في الإمساك به بين الرمال. ويضيف ضوي خير الله أمين شباب القبائل المصرية: للأسف الشديد أن ظاهرة الثعابين علي وجه التحديد أصبحت منتشرة بصورة كبيرة علي شواطئ العجمي وأيضاً علي شاطئ النخيل حيث لقي عامل مصرعه أما الكارثة ليست في أن حاملي هذه الثعابين من العاطلين فحسب لكن لكونهم غير مدربين في الأساس في التعامل مع هذه النوعية من الزواحف كما أنهم لا يعلمون ما إذا كان ساماً من عدمه ويا ليتهم يكتفون بأن يحمل الشاب الثعبان بل يقومون بربطه حول الوسط والرقبة وهو ما يستفز الثعابين نتيجة للضغط عليها وتسارع باللدغ لحماية نفسها. موضحاً أن الجائلين من حاملي الثعابين يعرضون التصوير معه بأسعار تتراوح ما بين 10 إلي 15 جنيها ومع حالة الإهمال التي تشهدها الشواطئ بغرب الإسكندرية دون أي رقابة تذكر استفحلت هذه الظاهرة بصورة مبالغ فيها بل وأصبح لهؤلاء مراقبون في حالة الإبلاغ عنهم. والغريب هي تصريحات المسئولين عن السياحة والمصايف بأن هذه ليست ظاهرة تشهدها شواطئ الإسكندرية بصورة مكثفة هذا العام رافضين الاعتراف بوجود خلل في متابعة أحوال الشواطئ والمصطافين. أما يسري أبو زيد مروض ثعابين فيقول: للأسف الشديد هناك فوضي في الأسواق الشعبية التي أصبحت منتشرة بالإسكندرية خاصة بالعطارين وكرموز وسوق الجمعة وغيرها يقوم الباعة ببيع الثعابين بدون نزع السم منها وجميع أنواع الزواحف والطيور الجارحة دون حسيب أو رقيب. مشيراً إلي أن ثعبان الكوبرا السام متوفر في مصر ويتم اصطياده من الصحراء خلال شهور الصيف وهناك العديد من الصيادين والأفراد التي تمتهن هذه المهنة لاصطياد الكوبرا وبيع ترياقها للخارج ومنهم من يقوم ببيعها بأسعار تتراوح ما بين 250 وحتي 700 جنيه للثعبان الواحد علي حسب طوله ولكن لا يستطيع أي شخص التعامل معها لخطورتها وتحتاج إلي محترفين في التعامل معها. كما أن هناك نوعاً آخر من الثعابين وهي الأصلة التي تكون غير سامة ومن الممكن أن يقوم أي شخص بالتعامل معها وتبدأ أسعارها من 7 وحتي 13 ألف جنيه علي حسب طولها ولونها ولكن هذا النوع من الثعابين يتم استيراده من آسيا وهو غير متوافر في مصر ويعتمد علي كبر حجمه وقوة عضلاته.