قليلون من تجدهم يملكون الشجاعة التي تمكنهم من مواجهة وتحدي الموت الذي قد يأتيهم بأي لحظة من أجل لقمة العيش، وهو ما ينطبق على عبد الله موسى، الشاب المصري الذي اختار مهنة تربية الثعابين وبيعها، ليأكل منها عيشه، ويوفر مصدرًا للدخل رغم صعوباتها ومخاطرها التي قد تودي بحياته في أي لحظة، لكنه على ثقة بأن الله حارسه، وأنه دائما ما يستمد المدد من الشيخ أحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية. حول مخاطر هذه المهنة وصعوباتها التقته "البوابة نيوز" ليكشف لنا عن خباياها وأسرارها. أنواع الثعابين ومراكز وجودها بمصر: عبد الله موسى بدأ منذ سن صغيرة اصطياد الثعابين والتعامل معها لطبيعة المكان الذي ترعرع فيه والتي أكد أنها تتضمن 37 نوعا مختلفا موجودا في مختلف محافظات مصر وأغلبها أنواع غير سامة، مؤكدًا أن الأنواع السامة يبلغ عددها 7 أنواع و6 أنواع من الحيات بمختلف المحافظات والكوبرا توجد بالأراضي الزراعية والحيات في الصحراوية، أما الأنواع غير السامة فتوجد بالجبال، وأكثر الأنواع السامة هي الكوبرا المصرية وتعيش على النيل والترع والمصارف، وتعد محافظتا البحيرة والمنوفية الأكثر وجودا للكوبرا، ويلي ذلك في المخاطر أفعى "الطريشة" التي توجد بالمناطق الصحراوية. دوافع شراء الثعابين وطرق التعامل معها: ويقول موسى إن شراء الثعابين بشكل عام يكون بدافع شغف كبير لدى المشترين بطبيعة الثعابين، حيث يعتقدون أنه من المميز والغريب امتلاك ثعبان. وأشار موسى إلى أن هناك طريقة معينة ووحيدة للتعامل مع الأنواع غير السامة من الثعابين من خلال وضعها بصندوق زجاجي خاص، لأنها لا تلاطف البشر وليس لديها خواص الحيوانات الأليفة، فيمكن إذا أطلق سراحها بالمنزل أن تهرب وتحدث أنواعا مختلفة من المشكلات التي يكون الجميع في غنى عنها، مضيفا أنه إذا أراد صاحب الثعبان غير السام الإمساك بها فهناك طريقة معينة للإمساك بها وهي من الرأس حتى لا تلدغه. أسعار الثعابين والفئات الأكثر شراءً: وتابع موسى أنه يبيع الأنواع غير السامة بحسب الطلب وتتفاوت أسعارها من 20 جنيها إلى 150 جنيها وأغلب الأنواع السامة لا يمكن لأي شخص سواء كان مواطنا عاديا أو هاويا أن يشتريها، لأنها تستدعي الحصول على إذن مسبق وتصريح رسمي، وتتفاوت أسعارها من نوع إلى آخر، كما أن خبراء الزواحف ومعامل الأبحاث هي الفئات التي تقوم بشرائها. وأكد موسى أن الشباب أكثر الفئات المجتمعية التي تشتري الثعابين لطبيعتهم التي تريد إزكاء الشغف الذي يتولد لديهم بطبيعة الثعابين ويليهم التجار ويأتون للشراء بالجملة وبحسب طبيعة طلبهم كما لا يمكن اغفال أن معامل الأبحاث والخبراء تركز على شراء الأنواع السامة لإجراء التجارب حولها والإلمام العلمي بها. مكافحة الثعابين السامة وغير السامة: وعبد الله موسى لا يقتصر عمله على بيع وشراء الثعابين فقط بل يمتهن مكافحتها أيضا وتأتي المكافحة بناء على اتصال تليفوني أو لقاء من أي جهة سواء مصانع أو بيوت بمدن حديثة أو قرى جديدة أو أرض زراعية، وذلك بسبب تسبب تلك الثعابين بمشكلة لهم، وعلى الفور يتم تشكيل فريق من الصيادين وإجراء بحث ما إذا كان الثعبان الضار ينشط مساءً أو بفترة الصباح وتتم عملية المكافحة بناء على ذلك. مخاطر المهنة: وأكد موسى أن أخطر ما يواجه صائد الثعابين هو تعرضه للدغة من ثعبان سام، حيث إنه لا توجد إسعافات أولية، حيث يتم ربط 3 ربطات لحبس الدم وتشريط مكان اللدغة ووضع ثلج مكان اللدغة حتى تهدأ سرعة الدم بالجسم، ومن ثم الانتقال الفوري إلى المستشفى لإجراء اللازم. طريقة اصطياد الثعابين المؤذية: وعادة يجري اصطياد الأنواع السامة باستخدام أداة بسيطة "ماسك"، وذلك للأنواع السامة، كما يوجد أنواع معينة من المبيدات تستخدم لطرد الثعبان إذا كان مختبئا بأحد الأماكن بعد اتباع أثر الثعابين لتحديد أماكن وجودها بالمناطق التي تكثر بها وهي الأوكار ويطلق عليها "الجرة"، حيث إن هناك أبحاثا علمية تمكن من معرفة طبيعة تصرفاتها وأماكن تكاثرها ووجودها والتعامل معها، مؤكدًا أنه يختلف التعامل معها من نوع إلى آخر.