الفنان محمد منير كان موضوع حديث الوسط الفني منذ بداية الشهر الكريم حيث نوقشت رسالة دكتوراة في الأيام السابقة لرمضان مباشرة تتناول بالبحث العلمي بعض أغانيه وذلك في المعهد العالي للنقد الفني وقد حضر منير المناقشة بدعوة من المشرف علي الرسالة د. زين نصار. كانت المساء من خلال موقعها الالكتروني قد انفردت بالخبر قبل وبعد المناقشة كما تنفرد في السطور التالية بإطلالة موضوعية علي الرسالة التي تقدمت بها الباحثة إيناس جلال الدين ونالت عنها درجة الدكتوراة في الفنون مع مرتبة الشرف وذلك أمام اللجنة التي تكونت من المشرف وكل من د. نبيل شورة العميد السابق لكلية تربية موسيقية ود. وليد شوشة الرئيس الحالي لقسم النقد الموسيقي بالمعهد. الرسالة بعنوان "الجذور النوبية في الأغاني المصرية المعاصرة محمد منير نموذجاً" وتعد الباحثة أول من تتطرق للبحث في أغاني أحد نجوم الغناء المعاصرين والبحث عبارة عن دراسة نقدية تحليلة وصفية في ثلاثة فصول الفصل الأول عبارة عن إطار نظري تعرضت فيه الباحثة لبلاد النوبة من الناحية الجغرافية والتاريخية والاجتماعية وتناولت فيه قضية التفجير التي تمثل أشهر قضايا هذا المكان والذي كان لها انعكاس كبير علي الفن والثقافة النوبية. ثم تطرقت إلي واحد من أهم مباحث هذه الرسالة حيث تناولت الجوانب الاجتماعية التي مهدت لظهور تيار الأغنية البديلة والتي تعد مزجاً لأزمة هذا النوع من الفن بعد رحيل معظم جيل عمالقة الغناء. احتل منير المبحث الرابع حيث قدمت لمحة تاريخية عن حياته وأهم الملحنين والشعراء الذين أمنوا به ومدي مساعدتهم له في هذا المشوار. ثم كانت الدراسة التحليلية التي اختارت فيها الباحثة 7 أغاني رأت أنهم أكثر أعماله التي تلمح فيها الجذور النوبية موضوع البحث الرئيسي وهي أغاني "الليلة يا سمرة" و"يا عروسة النيل" و"الليلة ديه" و"عشق البنات" و"سو ياسو" و"قلبي مساكن شعبية". قامت الباحثة بتحليل علمي دقيق تناولت فيه التكوين الآلي والمقامات والميزان والصيغة المنحني اللحني والنسيج الموسيقي والمساحة اللحنية وعلاقة الكلمات باللحن ومخارج الألفاظ. أما الجانب الهام في هذه الرسالة فكانت الدراسة النقدية التي خصصت لها الفصل الثالث وتناولت فيها هذه الأغاني بشكل نقدي يستند علي التحليل الذي قدمته في الفصل السابق والذي يجب أن يستفيد منه منير والمطربون والفرق التي تخرج من عباءته.. وقد أكدت الباحثة أن الأغاني تعد بسيطة من الناحية الموسيقية وهناك تشابه إلي حد ما بين بعضها البعض وأكدت بموضوعية أن هذه الأغاني لكلمات فيها علي المستوي من الألحان التي جاءت قصيرة وربما غير مكتملة. سبق لنا علي صفحات هذه الجريدة أن نبهنا في أكثر من مقال نقدي لهذه النقطة والتي نتمني أن يتم الاستفادة منها وأن يكون هناك اهتمام بالأغاني وبالجانب الإبداعي في الفكر الموسيقي والثراء اللحني ليوازي الكلمات الشاعرة والعميقة. ورغم أن الأغاني التي تناولتها الباحثة تعد بسيطة وليست من العمق الذي يستدعي هذه التحليلات العلمية الدقيقة ولكن لا ننسي أنها تمثل نموذجاً حضارياً حيث استندت إلي أصول فلكلورية ونوبية من ناحية كما أنها دراسة للإبداع الشعري والموسيقي في هذه الفترة التاريخية الهامة في حياتنا كما أن الفنان محمد منير يمثل ظاهرة منفردة في عالم الغناء واستطاع أن يكون صاحب مدرسة ليس في الأداء فقط بل في الأغاني واختياره للألحان والكلمات وإقبال الجمهور عليه وقد كان هذا ما أجمع عليه أعضاء لجنة المناقشة. أما كلمات منير الذي قالها عقب المناقشة من علي المنصة بدعوة من د. زين نصار فقد أكد احترامه للنقد العلمي وأيضاً صدقه وعفويته حيث قال: أنا كل اللي عملته إني حبيت الغناء فجعلته مهنتي.