بيوت الله في الأرض تتمتع بمكانة سامية حددها خالق السماء والأرض في سورة النور: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار" "35. 36 النور". وكما هو معروف فإن بيوت الله هي المساجد التي يؤدي فيها المسلمون الصلوات الخمس. وهو المكان الذي كانت فيه تدار الدولة علي عهد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. ويحرص سيد الخلق صلي الله عليه وسلم علي إمامة الناس في الصلاة. وكذلك الخلفاء الراشدون من بعده. وللمساجد مكانة في نفس كل مسلم. فهي مكان مناجاة الله سبحانه. حيث يلتقي العبد بربه خمس مرات في اليوم والليلة. وهي الفريضة التي يتعين علي المرء القيام بها في أي ظرف وتحت وطأة أي أحوال. ولا فكاك منها حتي في أيام الحرب. وتقديرًا لهذه المكانة أمر الله عباده بالحفاظ علي المساجد "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسي أولئك أن يكونوا من المهتدين" "18 التوبة" وعمار هذه البيوت يقع علي عاتقهم مهمة نظافة المساجد وتهيئتها لكي يتمكن المصلون من أداء الفريضة بكل سهولة. وأن كل من يعمر هذه البيوت ثوابه عظيم عند الله تعالي فمن ينر بيتا لله ينر الله بيته ويرزقه من حيث لا يحتسب لأن المساجد هي بيوت الرحمن وزوارها هم عمارها بالتقرب إلي الله بالفرائض والنوافل. في نفس الوقت علي من يتوجه إلي المساجد أن يرتدي أفضل الملابس لكي يبدو بمظهر مشرف لأن المسلم لابد أن يكون متناسقاً ظاهراً وباطناً حساً ومعني. يحرص أن تكون الملابس نظيفة تتناسب مع مكانة المسجد في النفوس. وأن تكون مظاهر المصلين مشرفة تحقيقا لقول الله تعالي: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" "31 الأعراف" ولعل أفضل الثياب للمصلي ذات اللون الأبيض و أن يتطيب ومن السنة أن يتجمل المسلم عند الصلاة ولاسيما يوم الجمعة ويوم العيد والطيب من الزينة وكذلك السواك. وأن تكون الأخلاق الكريمة هي السمة الأساسية للمصلي وأن يلين في يد إخوانه والالتزام بالهدوء وعدم رفع الصوت. وأن تكون التصرفات محترمة وإرشاد الآخرين بالحسني وكذلك الامتناع عن التشاجر وأن يكون التعاون واحترام كبار السن وارشاد الأطفال عند اصطحابهم للمسجد بالتزام الهدوء وتوعيتهم بآداب دور العبادة.