إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي.. حديث نبوي عظيم يؤسس لقاعدة سلامة القصد واتفاقه مع سلامة الفعل. وعمل الانسان لا يكون صالحا إلا إذا كان باعثه الصدق ودافعه الخير. الفصل بين الجوانيات والبرانيات هو ازدواج في الشخصية يرفضه الإسلام. فالله لا ينظر إلي مظهر الإنسان ولكن ينظر إلي قلبه والمظهر الخارجي لابد ان يتوافق مع نفس الانسان وقلبه. آيات كثيرة تدل علي اهتمام الإسلام بالقلوب لا بالمظهر. وبالباعث لا بالصورة تحث علي التوافق النفسي مع الأفعال الظاهرة لذلك فالمسلم سوي النفس لا يعرف الزيف أو الكذب يلقي الله بقلب سليم وبقلب منيب ومن ثم فقد سبق الاسلام علماء النفس في تزكية النفس الطاهرة وميزها عن النفس الخبيثة المنافقة.. صدق الحبيب محمد حين قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.