من حكمة الله تعالي أن جعل للعبادات أهدافاً وللشعائر غايات ومقاصد. والهدف من الصلاة هو أنها تنهي عن الفحشاء والمنكر. قال تعالي "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" والهدف من الصيام المراقبة. قال تعالي "كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" والهدف من الحج العفة في القول والفعل "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" والهدف من الزكاة هو الشعور بالغير وتطهير النفس. قال تعالي: "خذ من أموالهم صدقة تطهركم وتزكيهم بها" فالعبادات في الإسلام وسيلة وليست غاية. والغاية هي الأخلاق. لذلك ورد الحديث عن الجانب الأخلاقي في القرآن في حوالي 602 آية. فليست العبرة بالثمرة التي يثمرها الصوم وهي المراقبة. فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. وكم من صائم ضيع صيامه بكلمة نابية أو مقالة سوء أو سلوك مرذول. ولقد كشف النبي صلي الله عليه وسلم عن هذا الجانب في حديث المرأة التي كانت تصوم وتتصدق وتقوم الليل. إلا أنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هي في النار". د.عادل المراغي من علماء الأزهر الشريف