"مش حقول إن المخالفين في المناطق الشعبية فقط.. لا.. فيه مخالفين في أرقي مناطق بمحافظة القاهرة.. هناك شخصيات كبيرة وشهيرة تدير كافيهات كبيرة بالمخالفة للقانون". هذا ما صرح به اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال محافظ القاهرة في اجتماع لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان.. هذا تصريح ربما لا يجده بعض المواطنين يحمل مفاجأة لأن الفساد في مصر لا يقتصر علي ساكني المناطق الشعبية فهم أو بعضهم فاسدون علي "قد حالهم" يرتشون بعدة جنيهات أو يخالفون في "توافه الأمور"!! أما الفساد الحقيقي الذي يهز المجتمع المصري فهو من يقوم به كبار القوم والشخصيات المشهورة كما قال القائم بأعمال محافظ القاهرة. لم يكتف اللواء أحمد تيمور بما قاله عن هذه الشخصيات الكبيرة والشهيرة.. لكنه أضاف: "من ضمن الكافيهات المخالفة في مدينة نصر.. هناك بعض الشخصيات الشهيرة في البلد تجلس فيها.. وهناك شكاوي ضد محلات وكافيهات وقمنا بحملة عليها خلال 48 ساعة ثم عادت للعمل.. وتأتينا شكاوي بالتحرش ببنات في المنطقة من مرتادي الكافيهات ولا نستطيع عمل شيء"!! وتابع القائم بأعمال المحافظ: "حجر الشيشة في بعض الكافيهات المخالفة ب 140 جنيهاً" مشيراً - كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع" إلي أن صاحب الكافيه لا يهتم بالمخالفات التي توقع عليه.. وذكر أن "المنيمم تشارج ب 600 جنيه"!! وقد كتبت العبارة الأخيرة في تصريح اللواء أحمد تيمور قبل أن أعرف معني "المنيمم تشارج أبو 600 جنيه" لأنني كنت من رواد المحلات التي يدفع فيها الفرد 600 جنيه كحد أدني لطعامه وشرابه.. بمعني إذا أكل وشرب بهذا المبلغ كفاه وإذا طلب المزيد يدفع بالزيادة عنه!! وإذا كان هذا "المنيمم" ب 600 جنيه لذلك فإن القائم بأعمال المحافظ يطالب بضرورة إعادة نيابة البلدية والسعي نحو تشديد العقوبة في القانون لأن هذه العقوبة لا تتجاوز 100 جنيه حالياً!! وهكذا كشف اللواء أحمد تيمور أن هناك مشاهير يملكون كافيهات مخالفة وبها حالات تحرش!! لو بحثت وراء كل إنسان كبير ومشهور في مصر ستجد أنه لم ينل هاتين الصفتين نتيجة لسلوك قويم ومنضبط.. بل ستجد أنه تحايل علي كل القوانين وأثري ثراء فاحشاً من وراء ذلك وأصبح إنساناً مشهوراً.. ستجد الغش والرشوة والفساد بكل أنواعه قد أوصلته إلي ما هو عليه.. وأصبح يمشي بين الناس فخوراً متباهياً بأنه رجل مستقيم ونبيل!! نريد أن نعرف من هم أصحاب الكافيهات التي يملكها المشاهير في مدينة نصر وفي غيرها من الأحياء. والتي يجلس عليها الكبار يشربون حجر الشيشة ب 140 جنيهاً و"المنيمم تشارج أبو 600 جنيه".. فإذا كانت جلسة واحدة علي كافيه من تلك الكافيهات لا تكلف صاحبها أقل من 1000 جنيه يومياً.. فقل علي العدالة الاجتماعية في مصر السلام وعلي الشباب العاطل أن يموتوا بغيظهم!! طبعاً الدولة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعلن عن أصحاب هذه الكافيهات المخالفة المتحرش روادها بالفتيات.. وإلا كان اللواء القائم بأعمال المحافظ قد كشف اسماءهم أمام نواب البرلمان لأن منطق الدولة في هذا الشأن العمل بالمثل الشعبي: "يا رايح غطي علي الفضايح"!! سؤال أخير للدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء: لماذا تبحثون عن محافظ جديد للقاهرة.. ولماذا ترهقون أنفسكم لاكتشاف رجل يصلح لهذا المنصب؟! أليس اللواء أحمد تيمور هو الأولي بهذا المنصب؟! أليس من الأجدي أن يأخذ دوره في الترقية إلي منصب المحافظ بعد كل تلك الخبرات التي اكتسبها في العمل بالإدارة المحلية كنائب للمحافظ السابق جلال سعيد؟! أرجو أن تتركوا عقدة البحث عن محافظ للقاهرة فأمامكم رجل جاد وملتزم وذو خبرة عريضة. ومن حقه أن ينال هذا المنصب.