متي نبدأ في اصلاح منظومة التعليم لاعداد جيل قادر علي بناء مصر الجديدة التي نحلم بها؟!.. ومتي نعيد للمدارس دورها الغائب في إعداد النشء وتعليمه علي أسس وقواعد سليمة بعيدا عن الغش والفهلوة والبحث عن المجموع العالي بغض النظر عن كل القيم الجميلة التي ندوس عليها عامدين متعمدين في سبيل ذلك؟! السؤالان يدقان الرءوس بعنف في ظل ما تناقلته الصحف ووسائل الإعلام المختلفة عن ثورة الغش التي واكبت الاستعداد لامتحانات الثانوية العامة التي تبدأ غدا.. وذهاب بعض الطلاب إلي أطباء أنف واذن لتركيب أجهزة حديثة للغش. الدستور واضح ويحدد أن التعليم حق لكل مواطن وهدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ علي الهوية الوطنية وتأصيل المنهج العلمي في التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية وارساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز.. وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه في مناهج التعليم ووسائله وتوفيره وفقا لمعايير الجودة العالمية. فهل نفعل ذلك؟! وهل لدينا خطة أو برنامج لتفعيل الدستور علي أرض الواقع لتحقيق كل هذه الأهداف من التعليم عندنا؟! الواقع مؤلم ويؤكد أن منظومة التعليم عندنا أدت إلي تراجع المستوي التعليمي لأولادنا وبناتنا علي كل المستويات.. وإلي تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية والدور التربوي للمدارس والمدرس أيضا. افتقدنا المدرس القدوة أمام تلاميذه وتلميذاته.. فانتشرت ظواهر لا أخلاقية في أغلب دور التعليم.. ولم يعد المدرس يلتزم بالشرح داخل الفصل قدر حرصه علي الاتفاق علي الدروس الخصوصية وتنظيم المجموعات في البيوت أو داخل "السناتر".. وغاب دفتر التحضير والتفتيش من المدرس الأول والموجه.. وكذا مدير المدرسة!! أحجم الطلاب عن الذهاب إلي مدارسهم كل صباح خاصة في الشهادات العامة كالإعدادية والثانوية العامة اعتمادا علي مافيا الدروس الخصوصية التي تعتمد علي ظاهرة الحفظ والتلقين بهدف الحصول علي الدرجات النهائية في امتحانات آخر العام. وطالما استمرت هذه السياسة وتلك الأساليب الخاطئة التي جعلت من دور العلم مجرد مبان من الحجر ومقاعد من الخشب دون اهتمام ببرامج إعداد وتعليم البشر منذ مراحل رياض الأطفال فلن ينصلح الحال!! أين نحن من برامج التعليم القديمة وأساليب المتابعة للتلاميذ والمدرسين علي السواء؟!.. وأين المدارس التي كانت تحتوي علي العديد من الأنشطة لجذب التلاميذ والتلميذات وتعليمهم المهارات وتقوم بتنمية مواهبهم في الابتكارات في كافة المجالات العلمية والرياضية وخدمة البيئة فضلا عن الأخلاق والقيم والحرص علي النظافة والنظام. بصراحة إذا أردنا أن ننطلق بمصر فعلينا أن نسرع بإعداد خطة وبرنامج قومي لاصلاح منظومة التعليم التي تدهورت لأنه القاطرة الأولي للتقدم والانطلاق الذي نريده .. فهل نفعل؟! أتمني أن تكون لدي الحكومة خطة في هذا المجال وأن يمارس البرلمان الذي انتخبه الشعب دوره لجعل هذا الأمر حقيقة وواقعا من أجل مصر الجديدة التي نحلم بها.