1⁄4 قبل ثورة 25 يناير 2011 كنت مرافقا في رحلة - أوائل الطلبة - علي طائرة مصر للطيران القادمة من مطار شارل ديجول بباريس في اتجاه العودة إلي مطار القاهرة.. وأثناء طيران الطائرة واقترابها من البحر الأبيض المتوسط.. جاء صوت - قائد الطائرة - يعلن في ميكروفون - الطائرة قائلا - كابتن الطائرة يتحدث إليكم.. لقد حدث عطل - مفاجئ - في محرك الطائرة.. وسنضطر للعودة إلي مطار باريس لاصلاح هذا - العطل - وأرجو من طاقم الضيافة - وقف تقديم الخدمات والتزام الجميع بالجلوس.. كان معي علي نفس هذه الطائرة الكاتب الصحفي محمد فودة والكاتب الصحفي محمد أبو الحديد.. وعدد من الزملاء الصحفيين.. المهم كان لصوت كابتن الطائرة وما قاله عن العطل - المفاجئ - في محرك الطائرة انعكاسه علي الركاب - ورأيت.. كمية.. هائلة من المصاحف تخرج من جيوبهم.. وأخذوا يقرأون ما بها من آيات قرآنية - احتماء - بالدين الإسلامي الحنيف - الحامي - والحارس - وأملا - ولجوءاً إلي الله - في منع - كارثة جوية - قد تحدث في أي وقت للطائرة وازهاق أرواح بريئة.. مرت أكثر من ساعة.. والطائرة مستمرة في العودة إلي مطار شارل ديجول بباريس.. بمحرك واحد - إلي أن أعلن كابتن الطائرة قرب الهبوط في المطار والالتزام بربط الأحزمة - ومرت دقائق - احتبست - فيها الانفاس إلي أن هبطت الطائرة بسلام أرض المطار.. وهنا علت الضحكات.. وأخذت - أيدينا - تصفق - فرحا - بسلامة الهبوط في المطار.. وإشادة بكابتن الطائرة المصري البارع ومهنيته العالية في تفادي كارثة جوية.. وإشادة بطاقم طائرة مصر للطيران الشجاع.. ونجاح بامتياز في الهبوط في مطار باريس بمحرك واحد.. وهذا له دلالة علي كفاءة طياري شركة مصر للطيران واتسام والإرادة بالحفاظ علي سلامة أرواح داخل الطائرة. وانتظرنا داخل الطائرة في مطار شارل ديجول بباريس إلي أن تم تصليح العطل في محرك الطائرة.. وانطلقت طائرة مصر للطيران بنا عائدة إلي القاهرة عبرت خلاله البحر الأبيض المتوسط وكم كانت سعادتنا كبيرة.. عندما أعلن - كابتن الطائرة أن نربط الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار القاهرة الدولي.. وبالفعل والحمد لله هبطت الطائرة في مطار القاهرة في سلام.. وسط تصفيق للطيار المصري ولطاقم طائرة مصر للطيران البواسل الشجعان وصافحناهم عند نزولنا من الطائرة إلي أرض مطار القاهرة.. وبهذه المناسبة أشيد بالموقف الشجاع للصحفية الفرنسية - فينسيان جاكيه - التي رفضت تعليمات رئيسها بشأن كتابة موضوع للتشهير بشركة مصر للطيران علي خلفية سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس في البحر المتوسط.. في مايو 2016 وذكرني موقف الصحفية الفرنسية بالأديب العالمي البير كامو الفرنسي الجزائري الذي دعا إلي ضرورة التمسك والالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة - ورفض أي كذب.. أو تضليل.. وعدم الخضوع.. لأي ضغط أو تهديد. نخلص في النهاية إزاء ما سردت عن بطولة طياري شركة مصر للطيران الذين طاروا بطائرة بمحرك واحد .. والحفاظ علي الأرواح داخل الطائرة.. أجد كارثة طائرة مصر للطيران القادمة من باريس وسقطت في البحر الأبيض المتوسط في مايو 2016.. ثمة دلائل تشير إلي أن هناك عملا إرهابيا وراء سقوطها.. وسيظهر الصندوق الأسود ذلك.. خاصة أن الدولة المصرية تتعرض لمحاور الشر - وممولي الإرهاب لأن مصر.. علي الطريق السليم بانجازات - تتحقق ومشروعات عملاقة بقيادة زعيم وطني مخلص وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي.. والله هو - خير حافظ - لهذا الوطن العظيم.