وقع الجانبان المصري والصيني الليلة الماضية اتفاقا اطاريا يستهدف وضع الخطوات التنفيذية لإقامة مدينة الصناعات النسيجية بمحافظة المنيا علي مساحة 306 افدنة ويأتي ذلك تنفيذا للاتفاق الذي وقعته الحكومتان المصرية والصينية بشأن إنشاء مدينة متكاملة لكافة المراحل الخاصة بالصناعات النسيجية سواء كانت غزل أو نسيج أو صباغة أو ملابس جاهزة أو مفروشات. وشهد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة مراسم التوقيع التي قام بها عن الجانب الصيني زاو ينجزن نائب رئيس المجلس الوطني الصيني لصناعات النسيجية والملابس وعن الجانب المصري محمد قاسم نائب رئيس المجلس المصري للصناعات النسيجية ويقوم الوفد الصيني اليوم بزيارة للمنيا لتفقد الموقع المقترح للمدينة. قال طارق قابيل إن إنشاء مدينة متكاملة للصناعات النسيجية يمثل خطوة هامة نحو عودة مصر لموقعها الرئيسي كدولة رائدة ومحور اقليمي للصناعات النسيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مشيراً إلي أن مصر تمتلك مقومات وخبرات واسعة في مجال صناعة الغزل والنسيج. كما يؤهلها موقعها المتميز ومنظومة الاتفاقيات التجارية المرتبطة بها مع العديد من الدول والتكتلات الاقتصادية إلي نفاذ صادراتها لأسواق الولاياتالمتحدة وأوروبا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وهو ما ينعكس ايجاباً علي تحسين وضعها علي خريطة صناعة الغزل والنسيج العالمية. وخلال لقاء الوزير بالوفد الصيني الذي يضم حكوميين ورجال أعمال برئاسة زاو ينجزن نائب رئيس المجلس الصيني للصناعات النسيجية اشار قابيل إلي أن انشاء المدينة الجديدة يسهم بصورة مباشرة في تحقيق استراتيجية الوزارة لتطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر كما يسهم في دفع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الاقل نمواً من خلال جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والاجنبية إليها لافتا إلي أنه تم الاتفاق مع محافظ المنيا علي تخصيص 306 أفدنة "2.1" مليون متر مربع بمنطقة المطاهرة الصناعية لانشاء تلك المدينة. أضاف قابيل إن الحكومة المصرية بصفة عامة ووزارة التجارة والصناعة بصفة خاصة تولي اهتماماً كبيراً بهذا المشروع الضخم. مشيراً إلي التزام الحكومة الكامل بدعم المشروع الذي يحقق نقلة كبيرة في مجال الصناعات النسيجية في مصر. بحسب طارق قابيل فإن الصناعات النسيجية تسهم ب 3% من الناتج القومي الاجمالي وتستوعب حوالي 2.1 مليون عامل ومهندس أي حوالي 30% من العمالة الصناعية في مصر مشثيراً إلي أن حصة هذه الصناعة من الصادرات المصرية غير البترولية تبلغ 16% وتبلغ قيمتها 6.2 مليار دولار. أشار قابيل إلي أن مصر لديها فرصة كبيرة لجذب المزيد من الاستثمارات الاسيوية في مجال الصناعات النسيجية نظراً لارتفاع تكلفة الإنتاج الصناعي بقارة آسيا. لافتا إلي أن صناعة الغزل والنسيج من الصناعات التنافسية الهامة التي يمكن ان تسهم بصورة كبيرة في دعم الاقتصاد القومي. ومن جانبه قال المسئول الصيني إن بلاده تولي اهتماماً كبيراً بالصناعات النسيجية كما أن لديها ميزة تنافسية عالية في هذا المجال مشيراً إلي استعداد الصين لتقديم الدعم للحكومة المصرية للنهوض بهذا القطاع الحيوي. أضاف أن زيارة الوفد الصيني للقاهرة من شأنها زيادة التعاون المشترك بين الجانبين في مجال الصناعات النسيجية مشيراً إلي سعي الشركات الصينية لتوسيع نطاق عملها خارج حدود الصين وهو ما يزيد من فرص زيادة الاستثمارات الصينية في مجال الصناعات النسيجية بالسوق المصرية.