مازال حادث سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس بمثابة لغز يتسع لاحتمالات واجتهادات كثيرة.. وباتت معظم أسرار الرحلة 804. قابعة في أعماق البحر المتوسط داخل "الصندوق الأسود" الذي لم يتم العثور عليه حتي الآن. وفي محاولة لكشف ملابسات الحادث المأساوي بدأ المحققون المصريون بالاشتراك مع نظرائهم الفرنسيين فحص تفاصيل "الرحلة الأخيرة" لحظة بلحظة. وذلك بعدما تم نقل 18 مجموعة من حطام الطائرة إلي معامل البحث الجنائي بالقاهرة. كما يبدأ الأطباء الشرعيون أخذ عينات "دي. إن. إيه" من أشلاء الضحايا اعتباراً من اليوم لتحديد هوياتهم. يعكف المحققون علي دراسة معلومات الرحلة منذ إقلاعها من مطار شارل ديجول بفرنسا وحتي السقوط في المتوسط. وتتضمن تلك المعلومات كل ما يتصل بالطائرة وأنظمتها وإجراءات الصيانة. إضافة إلي كل ما يتعلق بطاقم الطائرة من حيث ساعات الطيران والسجلات التدريبية. تتم دراسة دقيقة لصور الرادار ومسجلات الحركة الجوية وحالة الطقس والمساعدات المقدمة من مطار الإقلاع فضلاً عن الحصول علي جميع المعلومات المتاحة لدي الدول التي مرت عليها الطائرة خلال رحلة الحادث. بالتزامن مع ذلك تتواصل إجراءات البحث والانتشال لحطام الطائرة بموقع سقوطها بمياه البحر المتوسط حيث تقوم قطع البحرية المصرية بمسح المنطقة بمشاركة وحدة من البحرية الفرنسية ويرافقهم محققو الحوادث من أعضاء لجنة التحقيق ويشارك في عمليات البحث عن حطام الطائرات التابعة للقوات الجوية المصرية ووزارة البترول وطائرات فرنسية ويونانية ويقوم مركز البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة المصرية بالتنسيق مع الجهات المشاركة وتخصيص منطقة البحث لكل جهة في نطاق محيط موقع سقوط الحطام.