حريق العتبة والرويعي لم ينته بعد فاذا كانت قوات الدفاع المدني قد انتهت من إطفاء النيران في العمارات والمحلات التجارية فان محافظة القاهرة لم تستطع حتي الان اطفاء النيران المتوهجه في قلوب المتضررين من التجار الذين تحولوا في لحظات إلي فقراء يحتاجون إلي من يمد لهم يد العون والمساعدة في الخروج من الأزمة التي يمرون بها بعد أن أتت النيران علي الاخضر واليابس وحطمت آمالهم وآمال العمالة التي كانت ترزق من هذه المحلات. التجار المتضررون من هذه الحرائق استعوضوا الله في ممتلكاتهم التي فقدوها لكنهم مازالوا ينتظرون الأمل في المسئولين بالمحافظة وحي الموسكي في إعادة تأهيل محلاتهم ومصدر أرزاقهم حتي يستطيعوا ممارسة نشاطهم مرة أخري وتعويض بسيط عن الخسارة التي لحقت بهم جراء هذا الحريق المدمر الذي احرق قلوبهم قبل بضاعتهم. الغريب أن المسئولين بالحي والمحافظة مازالوا حتي الأن لم يتخذوا أي قرارات جادة لإعادة تأهيل المحلات المحترقة أو السماح للتجار بالبدء في ترميم محلاتهم أو مخازنهم مما زاد مأساة هؤلاء التجار وتحولت مأساتهم من خسارة تحويشة عمرهم وضاع مصدر ارزاقهم إلي أهمال المسئولين لهم ولم يجدوا من يأخذ بيدهم أو يقف بجانبهم في هذه الكارثة التي ألمت بهم وبأسرهم وأسر العمال الذين كانوا يعملون في هذه المحلات. اللجنة الهندسية من محافظة القاهرة أوصت بازالة عدد كبير من المحلات والمخازن المحترقة بعد تساقط الحوائط والاسقف الخرسانية واوصت بترميم عدد آخر لكن ماهو مصير هؤلاء التجار الذين سيتم ازالة محلاتهم ومخازنهم هل سينتظرون أعمال الهدم والازالة وإقامة المباني مرة أخري ويتسلمون محلاتهم مرة أخري وماهي المدة الزمنية التي ينتظرونها حتي يتسلموا محلاتهم وهل صاحب العقار لديه الامكانيات المادية لاقامة عمارة جديدة وتسليم المتضررين محلاتهم مرة أخري حيث أن بعض المتضررين كانوا يستأجرو هذه المحلات باسعار لا تتعدي 70 جنيها و200 جنيه منذ عام 1980 ومنهم من كان يستأجر هذه المحلات من عام 1960 والبعض الاخر من التجار قد حصل علي محله أو مخزنه بالشراء النهاية بمبالغ تفوق الملايين. العجيب أن أصحاب هذه المحلات أصبحوا يتسولون الرحمة من المسئولين حتي يعود لممارسة نشاطهم مرة أخري بالطرق الصحيحة التي تؤمن مستقبلهم ورغم ذلك لم يجدوا من يرسهم لهم الطريق بعد الكارثة التي ألمت بهم حتي أصحاب المحلات التي يمكن ترميمها بناء علي تقرير اللجنة الهندسية من المحافظة لم يستطيعوا حتي الان البدء في أعمال الترميم وإزالة آثار الحريق وهذا يعني مدي إهمال المسئولين بمصالح الشعب والمتضررين وصدق المثل القاتل "موت وخراب ديار" والكل يقف يتفرج علي التجار المتضررين. المفروض أننا نمد لهم يد العون بعد الكارثة ونداوي جراحهم بالقرارات السريعة التي تحافظ علي حقوقهم ومصادر أرزاقهم وتحقق لهم الأمان من الحرائق في المستقبل لكن القرارات بطيئة. علي كل حال ان الوضع الحالي الذي يعاني منه هؤلاء التجار بعد الكارثة أصعب من موقفهم اثناء احتراق ممتلكاتهم فالان تحترق قلوبهم بعد ضياع مصدر ارزاقهم واهمال المسئولين لهم لماذا لم نجعل انفسنا مكان هؤلاء المتضررين ولو حدث لاي مسئول كارثة مثل هذا فماذا يفعل وماهو الذي ينتظره من الاخرين. أعتقد أن الوضع الحالي لا يخضي علي أحد وكل المسئولين بداية من رئيس الوزراء القائم باعمال محافظ القاهرة يعلمون حجم الكارثة والاضرار التي لحقت بهؤلاء التجار وأسرهم لكن حتي يتحركون ومتي يشعرون بآلام هؤلاء التجار؟ في بداية الحريق وجدنا الكل تحرك وأتهم التجار بالاهمال وسؤ تخزين البضاعة وانهم السبب في هذه الحرائق ولم نجد مسئولا واحدا يحاول اصلاح ما افسدته الحرائق وإعادة تأهيل محلات هؤلاء التجار حتي يبدأون نشاطهم مرة أخري أفضل من التعويضات الهذيلة التي مازالت حتي الان في علم الغيب.