* يسأل سمير أبوالزلط مسئول التحكم الآلي بشركة البتروكيماويات المصرية: قبيل سفر جاري إلي الأراضي الحجازية لأداء العمرة أوصيته بإحضار شيء من ماء زمزم لأتداوي به فقال: إنه لا يشفي البدن من الأوجاع.. وإذا نقل خارج مكانه فقد قيمته.. فما حقيقة ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: من معجزات الله عز وجل في أرضه "ماء زمزم" فهو معجزة ممتدة عبر عصور طويلة. ميزه الله تعالي عن سائر أنواع المياه الأخري التي تنبع من الأرض بمميزات وخواص وأسرار وعجائب وفضائل فقال - صلي الله عليه وسلم: "خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم. فيه طعام الطعم. وشفاء السقم" أي يشبع الإنسان من مائها إذا شربه كما يشبع من الطعام إذا أكله وشفاء السقم: أي يزيل الله به المرض. ويبرئ به العلة.. وروي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له" ويضيف ابن عباس رضي الله عنهما في روايته الحديث: "ماء زمزم لما شرب له. إن شربته تشتفي به شفاك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهي هزمة جبريل وسقيا الله اسماعيل" "رواه ابن ماجة في سننه".. وبئر زمزم فجرها جبريل عليه السلام بأمر من الله تعالي تكريماً لأم إسماعيل ورضيعها اللذين تركهما نبي الله إبراهيم عليه السلام بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم. وعندما هم بالانصراف فزعت هذه السيدة الصالحة من قفر المكان. وخلوه من الماء والنبت والسكان. فجرت وراء زوجها تسأله: إلي من تكلنا؟ إلي من تتركنا في هذا المكان القفر؟ قال إلي الله عز وجل. قالت: قد رضيت بالله عزوجل ثم سألته بثقتها فيه. ويقينها بأنه نبي مرسل: آالله أمرك بهذا؟ فأجاب بنعم واستمر في سيره. حتي غاب عن زوجه وولده فاستقبل بوجهه البيت ودعا الله لهما بالأنس والرزق والستر. وتوجهت أم إسماعيل راجعة وهي تقول: إذاً فلن يضيعنا الله. ورداً علي هذا الإيمان العميق بالله واليقين الصادق بقدرته ورحمته ومعيته أكرمها ربنا تبارك وتعالي بتفجير هذه البئر المباركة بغير حول منها ولا قوة. وخروج بئر وسط صخور نارية ومتحولة شديدة التبلور. وصلبة ولا مسامية فيها ولا نفاذية لها في العادة أمر لافت للنظر. والذي هو أكبر من ذلك وأكثر أن تظل هذه البئر تتدفق بالماء الزلال علي مدي أكثر من ثلاثة آلاف سنة علي الرغم من طمرها وحفرها عدة مرات علي فترات. وبئر زمزم هي إحدي المعجزات المادية الملموسة الدالة علي كرامة المكان. وعلي مكانة كل من سيدنا إبراهيم وولده سيدنا اسماعيل وأمه الصديقة هاجر عند رب العالمين ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم.. وانطلاقا من كرامة المكان وعميق إيمان المكرمين فيه. أما عن حمل الماء خارج أرضه للتداوي به. فإنه جائز. لما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماء زمزم كلما زارت مكةالمكرمة. وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحمل منه كذلك ليسقي المرضي. ويصب علي أجزاء أجسادهم المصابة فيشفون وتشفي اجسادهم بإذن الله. ولقد جاء في كتاب "فيض القدير" في شرح حديث المصطفي - صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "ماء زمزم لما شربه له".. وأما قوله: "لما شرب له" فلأنه سقيا الله وغياثه لولد خليله. فبقي غياثاً لمن بعده. فمن شربه بإخلاص وجد ذلك الغوث وقد شربه جمع من العلماء لمطالب فنالوها. وذكر ابن القيم "رحمه الله" في كتابه "زاد المعاد": "وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة. واستشفيت به من عدة أمراض فبرئت بإذن الله. وشاهدت من يتغذي به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر. ولا يجد جوعاً وذلك تصديق لوصف المصطفي صلي الله عليه وسلم لهذا الماء المبارك بقوله: "فيه طعام طعم وشفاء سقم".