اتخذت انتخابات اتحاد الكرة منحي جديداً في الدعاية الانتخابية الخاصة بها حيث ظهرت للمرة الأولي طريقة "اللهو الخفي" في ارباك المنافس وجعله تحت الضغط المستمر وتوجيه رسائل مستمرة ان العملية الانتخابية القادمة ليست محسومة وانه من المتوقع ان تشهد مفاجآت قوية في أي لحظة. وقد لجأت قائمة سمير زاهر رئيس الاتحاد الأسبق الي هذا الأسلوب في مواجهة قائمة هاني ابوريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي والتي تتغني بقدرتها علي حسم المعركة الانتخابية بسهولة وان معها معظم اعضاء الجمعية العمومية. ويتمثل اللهو الخفي في التأكيد علي وجود مرشح ثالث يستعد لخوض الانتخابات المقبلة علي كرسي الرئيس وان هذا المرشح الذي لم يتم اعلان اسمه يمتلك الشعبية والجماهيرية التي تؤهله ليكون منافساً قوياً ومؤثراً في الجمعية العمومية والأهم انه يمتلك الامكانيات المادية التي تجعله قادرا علي تحمل كل التحركات الانتخابية وتبعاتها وان تقود إليه اندية الجمعية العمومية الأخطر في كل ذلك هو تأكيد المعارضة انه بمجرد الاعلان عن اسم المرشح الخفي فإنه سيحدث انقاسماً كبيراً في قائمة ابوريدة حيث سينسحب العديد منها. طبقا لتأكيدات المعارضة.. لينضموا في قائمة المرشح القادم وبذلك فإن حالة الاطمئنان التي تعيشها قائمة هاني ابوريدة أو هاني نفسه ليس لها مبرر واضاف المعارضون لهاني بندا آخر يمنح المرشح الخفي الأفضلية فبخلاف اسمه وشعبيته وامكانياته المادية هو حالة الانشغال المستمرة لهاني أبوريدة بالفيفا وتواجده خارج البلاد معظم الوقت وهو ما يعني انه لن يكون متفرغاً للاتحاد وشئون الكرة المصرية التي تتطلب في الفترة القادمة مجهودا كبيراً لإعادتها الي حالة الاستقرار الكامل والعمل علي النهوض بها وتطويرها بداية من مسابقات الناشئين وحتي المنتخبات الوطنية. اما بالنسبة للكابتن سمير زاهر نفسه فهو لا يكل ولا يمل من اطلاق التصريحات التي تؤكد خوض المعركة الانتخابية وانه لن يتراجع عن ذلك واثقا في الجمعية العمومية والانجازات السابقة التي حققها مجلسه وأنه لا وجود للتفاوض بينه وبين هاني ابوريده للتنازل مقابل رئاسة رابطة الأندية يأتي هذا في الوقت الذي يراهن بل ويؤكد المقربون من زاهر انه لن يخوض الانتخابات. واعلن زاهر عن انضمام ماجدة الهلباوي صاحبة دعوي حل مجلس اتحاد الكرة الي قائمته بالاضافة إلي حمادة المصري ومجدي عبدالغني ومحمد الطويل واثنين من الصعيد ويراوغ زاهر بوجود اسمين آخرين لهما ثقلهما الانتخابي يرفضان الكشف عنهما في الوقت الحالي وسيكونان مفاجأة في قائمته إلا أن الواقع يؤكد أن قائمة زاهر لا تحتوي سوي علي الأسماء السابقة فقط دون أية مفاجآت وهو ما ستكشفه الأيام المقبلة. اما بالنسبة لهاني ابوريده فهو كعادته يراقب الموقف دون الدخول فيه ويتابع ما يحدث علي الساحة الانتخابية ويترقب في الوقت نفسه مدي صحة تلك الاخبار ومن هي الشخصية الثالثة التي يتم ترديد ترشحها لكي يقوم بترتيب اوراقه. وفي الوقت نفسه فإن ابوريده يحرص علي التواصل مع أندية الجمعية العمومية حتي يكون جاهزاً لكل الاحتمالات هو وقائمته الانتخابية القادمة. مرشحو الصعيد في الاطار نفسه مازال اختيار مرشحي الصعيد في قائمة ابوريده يمثل أزمة حتي الآن حيث لم تستقر رابطة اندية الصعيد علي اختيارها في ضو ء اعلان 11 شخصا عن ترشحهم ورغم الاجتماعات المستمرة لتلك الرابطة إلا أنهم اتفقوا علي اقامة مؤتمر صحفي بنادي الأقصر خلال الأسبوع المقبل للاعلان عنهم حتي يحصلوا علي فرصة اطول من الوقت للاستقرار عليهما. والمرشحون الذين اعلنوا خوضهم الانتخابات عن الصعيد هم: ابراهيم زارع فرغلي رئيس نادي صدفا السابق من أسيوط ومحمد سيف حسن رئيس منطقة أسيوط لكرة القدم وأشرف محمد موسي رئيس منطقة قنا والشافعي محمود صالح رئيس منطقة اسوان سابقاً وايهاب عبدالعظيم لاعب الزمالك والمنتخب الأولمبي السابق من المنيا وسعد أحمد أمين لاعب اهناسيا السابق من الفيوم وشعبان علي بسطاوي رئيس لجنة القسم الثالث والرابع من الأقصر وصلاح علي محمد بدر رئيس منطقة بني سويف وعمرو عبدالعظيم محمد ربيع عضو مسابقات القسم الثالث من اسوان وياسر محمد عبدالرحمن حراجي رئيس منطقة البحر الأحمر. وسيتم اختيار اثنين للانضمام إلي قائمة ابوريدة علي أنه من المتوقع دخول اثنين آخرين من نفس القائمة إلي قائمة سمير زاهر فيما يرفض باقي المرشحين الابتعاد ويتمسكون بفرصة خوض الانتخابات. يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه اندية المحافظات تحذو حذو اندية الصعيد في تكوين روابط لها وفرض ممثلين لها علي قوائم المرشحين لخوض الرئاسة والانتخابات القادمة وهي الأزمة التي بدأ المرشحون الانتباه لها مبكراً وبدأوا في التصدي حيث ان السماح لها بالتمادي سيفتح عليهم أبوابا لا يستطيعون غلقها ولن تتسع القائمة لمطالب تلك الأندية. فرفض هاني ابوريدة اقتراحا من اندية المنصورة باختيار ممثل لها وبرر أعضاء قائمة ابوريدة ذلك بأن تخصيص مقعدين للصعيد يرجع إلي كثرة عددهم التي تقترب من 80 نادياً بالاضافة إلي اتساع المسافات الكبيرة بينهم. ومازلنا في محاولات القوائم لضم العناصر المؤثرة حتي تستطيع المنافسة في الانتخابات المرتقبة حيث ظهر اسم حسن شحاتة المدير الفني الأسبق للمنتخب وصاحب انجازات من 2006 و2008 و2010 والمشاركة في كأس القارات مع سمير زاهر رئيس الاتحاد وقتها والذي يحاول معه حاليا لضمه ضمن قائمته حتي يكون مفاجأته القوية التي يناور بها. ولن تخلوا انتخابات الجبلاية من محاولات يائسة فردية لبعض المرشحين "ربما يضرب الحظ معاهم" علي طريقة جمال علام رئيس الاتحاد الحالي الذي لم يكن يتخيل اكثر المتفائلين نجاحه ولكن حدث وتم استبعاد ابوريده وقتها ويتحدي ابوريدة بنجاح علام وقد كان. واعلن هرماس رضوان رئيس نادي بني عبيد خوض المنافسة القادمة علي مقعد الرئيس متمسكا بحظ جمال علام. يأتي هذا في الوقت الذي لن يتم فيه السماح لهرماس ولا لماجدة الهلباوي بخوض الانتخابات لكونهما موقوفان من الفيفا بسبب لجوئهما إلي القضاء. اما المفاجأة القوية هو الاتجاه الكبير الذي يتنامي لدي جمال علام رئيس الاتحاد الحالي بتكرار نفس التجربة والترشح علي نفس المقعد في الانتخابات لعل وعسي "تضرب معاه" للمرة الثانية خاصة وان علام باتت لديه وجهة نظر بإمكانية استبعاد ابوريده وزاهر من العملية الانتخابية.. وبدأت معه الفكرة في التقاعد منذ صدور حكم قضائي بإلغاء الانتخابات وما ترتب عليه من آثار وتأكيده علي ان تلك الدورة ليست محسوبة. وعمليا فإن طبقا لرجال القانون وذوي الخبرة فإن هذا الأثر تحديدا لا يمكن إلغاؤه لأنه سيترتب عليه الغاء كل العقود والأمور المالية التي أبرمها وبالتالي تكون كلها مخالفات وهو أمر في غير محله حيث ان كل الاجراءات التي اتخذها صحيحة وسليمة ولكن يتم حل الاتحاد مع احتساب مدة الدورة مثلما حدث مع بعض المجالس من قبل كذلك فإن لائحة النظام الأساسي للاتحاد تؤكد انه طالما مر عام ويوم علي أي عضو تحسب دورة ورغبة من اندية الجمعية العمومية للاتحاد في تحصين الانتخابات القادمة فقد اقترح البعض ضرورة أن يوقع المرشحون جميعا للانتخابات علي استمارة قبول التحكيم وعدم اللجوء للقضاء في حالة حدوث أي تجاوزات في العملية الانتخابية وبناء علي تلك الاستمارة فإن القضاء نفسه سيرفض نظر أي دعوي بهذا الشأن وسيحيلها إلي التحكيم المتفق عليه لتنتهي تماما فوضي اللجوء للمحاكم. واتفق ناديا الاهلي والزمالك علي السعي لإكمال الجمعية العمومية غير العادية والدعوة لها لمراجعة تعديلات لائحة النظام الأساسي واقرارها قبل الانتخابات المقبلة خاصة في ظل اقتراب اكتمال النصاب القانوني للدعوة لها وهو 57 ناديا يطلبون الجمعية إلا أن هذه المحاولات تصطدم بعدم قانونية الدعوة العمومية غير عادية جديدة لمناقشة نفس بند الجمعية الماضية حيث يعتبر عدم اكتمال الجمعية بمثابة رفض للتعديلات وبالتالي لا يجوز مناقشة نفس البند إلا بعد مرور سنة. ويشهد هذا التأويل اختلافاً بين خبراء اللوائح في الجبلاية حيث يري الطرف الآخر ان عدم اكتمال الجمعية العمومية لا يعني مناقشة البند فقد تم ادراجه ولم يناقش وبالتالي فمن حق الأندية الدعوة لعمومية غير عادية وإقرار التعديلات المطلوبة.