* تسأل أمل محمد من الإسكندرية: اشتكت مجموعة من النساء من سوء معاملة ازواجهن وقلن إن من أزواجهن من يضربهن ويشتمهن ويسب أهلهن ويسيء معاملتهن وبعضهم يقاطع زوجته الشهر والشهرين وأكثر من ذلك لأسباب تافهة وقالت احداهن إنكم يا معشر المشايخ تتحدثون دائما عن حق الزوج علي زوجته ولا تتكلمون عن حقوق الزوجة علي زوجها فلماذا؟ هلا بينتم لهؤلاء الأزواج حقوق زوجاتهم عليهم؟ * * يجيب الشيخ عمرو حسن عفيفي من علماء الأوقاف: إن الحياة الزوجية في الإسلام تقوم علي المودة والمحبة والتفاهم بين الزوجين قال تعالي: "ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". إن الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه العلاقة الزوجية هي المودة والرحمة ويجب علي كل من الزوجين أن يعرف ما له وما عليه وقد بين الإسلام واجبات الزوجين وحقوقهما بيانا شاملا فقد وردت نصوص كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم تبين حقوق الزوجة علي زوجها. يقول الله تعالي: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: "إن لكم علي نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا". فمن حقوق الزوجة علي زوجها ان يعاملها معاملة كريمة فيها اللطف والرحمة وحسن المعاملة. قال تعالي: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا". قوله تعالي: "وعاشروهن بالمعروف" أي علي ما أمر الله به من حسن المعاشرة والخطاب للجميع إذ لكل أحد عشرة زوجا كان أو وليا ولكن المراد بهذا الأمر في الأغلب الأزواج وقد حث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي حسن معاملة الزوجة في أحاديث كثيرة وورد في الحديث ان النبي صلي الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع: "واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهم إلا أن لكم علي نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم علي نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" رواه الترمذي. قال صلي الله عليه وسلم: "اتقوا الله في النساء" رواه مسلم. ومن حقوق الزوجة علي زوجها وجوب الإنفاق عليها بالمعروف من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك من لوازم الحياة وألا يحرمها مما تشتهيه وألا يكون بخيلا في النفقة عليها ولا علي أولاده وكل ذلك يكون حسب حالة الزوج المالية لقوله تعالي: "وعلي المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" ولقوله تعالي: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" وقد ورد ان رجلا سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: "ان تطعمها إذ طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت". ومن حقوق الزوجة علي زوجها ألا يفشي أسرارها وألا يذكر عيوبها لما ورد في الحديث أنه صلي الله عليه وسلم: "إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلي امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" رواه مسلم. ومن حقوق الزوجة علي زوجها أن يأذن لها بزيارة أهلها وأقاربها وجيرانها وكذلك إذا استأذنته بالخروج إلي صلاة الجماعة والجمعة بشرط أن يكون خروجها شرعيا فلا تمس طيبا ولا تخرج متزينة مع أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد ولا ينبغي لزوج منع زوجته من الذهاب إلي المسجد إلا إذا خشي الفتنة عليها أو إذا خرجت متعطرة فيجوز له حينئذ منعها لقوله صلي الله عليه وسلم: "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلي المساجد وبيوتهن خير لهن". ومن حقوق الزوجة علي زوجها أن يفقهها في دينها لقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا" ويجب علي الزوج أن يأمرها وأولاده بالمحافظة علي الصلاة لقول الله تعالي: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" هذه أهم حقوق الزوجة علي زوجها باختصار وينبغي أن يعلم أنه يحرم علي الزوج أن يسب زوجته وأهلها أو يلعنها فعن ابن عمر ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء".