خلال مشوارها الفني الذي إنتهي برحيلها عام 1975 علمتنا كوكب الشرق "أم كلثوم" حب الوطن من خلال روائعها الغنائية التي شدت بها وبلغت "54 نشيداً وأغنية" كانت من أقوي الاسلحة التي ساهم بها الفن في الصمود والنصر. بدأت "الست" أولي أغانيها الوطنية عندما رحل زعيم الأمة "سعد باشا زغلول" عام 1927 ورفضت أن تغني قبل مرور ذكري الاربعين 40 يوما علي وفاته وبعدها.. أي بعد الحداد.. غنت في أول حفل عادت به إلي جمهورها نشيد سعد زغلول من كلمات شاعر الشباب أحمد رامي وتلحين الموسيقار محمد القصبجي والذي يقول مطلعه "إن يغيب عن مصر سعد.. فهو بالذكري مقيم.. ينضب الماء ويبقي بعد النبت الكريم". وفي عام 1948.. أثناء حرب فلسطين طلبت أم كلثوم السفر لتغني للجنود علي خطوط القتال.. ولأنها لم تسافر بعد أن رفض طلبها.. قامت بجمع المال وغنت لأبطال "الفالوجا" رائعتها "أنا في انتظارك" فكانت فألآ طيباً بنجاتهم وعودتهم واحتفال مصر بهم.. وفي عام 1951.. وبعد إلغاء مصطفي النحاس باشا معاهدة 1936 غنت أم كلثوم قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم وتلحين رياض السنباطي "مصر تتحدث عن نفسها". ومع قيام ثورة 23 يوليو 1952 كانت أم كلثوم أول من تغني لهذه الثورة بنشيد "صوت الوطن" مصر التي في خاطري وفي دمي.. وبعد عدة أشهر.. وبالتحديد في ليلة الخميس 30 أكتوبر 1952 غنت أم كلثوم وخصصت إيراد حفلها لصالح مساعدة مشوهي الحرب والأبطال الذين كتبوا بدمائهم الغالية صفحة خالدة في تاريخ مصر الحديث ولم يتوقف عطاء صوت الوطن "أم كلثوم" وغنت أثناء العدوان الثلاثي عام 1956للجلاء وللوحدة وللسد العالي وفي كل مناسبات الشعب الوطنية والقومية وفي 5 يونيه 1967 تعرضت أم كلثوم للمرض لكنها لم تستسلم واستأنفت نشاطها بجمع المال وحلي النساء الذهبية للمساهمة في المجهود الحربي ولإزالة آثار العدوان.. ولنفس السبب سافرت إلي كل بلاد الدنيا.. العربية والأجنبية.. وكانت آخر أغانيها المعبره عن احساسها الوطني "رسالة إلي الزعيم" عقب وفاة الزعيم جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر عام 1970 أم كلثوم.. أو بنت مصر الأصيلة .. عاشقة الوطن والعروبة درست القرآن الكريم وتعلمت منه سلامه مخارج الألفاظ وغناء أعظم القصائد.. حصلت علي نيشان الكمال من ملك مصر فاروق الأول وأصبحت صاحبة العصمة.. كما نالت أروع الاوسمة والنياشين من الملوك والأمراء والرؤساء العرب تقديراً لمكانتها الكبيرة.. وأدت رسالتها نحو وطنها وبعد نصر أكتوبر العظيم استعدت لاخر مرحلة ملبية نداء ربها عام 1975