هناك أربعة أسئلة مباشرة في قضية تعذيب وقتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني: * السؤال الأول: هل السلطات المصرية متورطة في التعذيب والقتل..؟؟ ** يقينًا "لأ" لسببين مهمين: أولهما.. ان الذي يعذب بتلك البشاعة ويقتل بهذه الحيوانية كان من السهل عليه جدًا أن يخفي الجثة نهائياً ولا يظهر لها أثر وبلاها دوشة دماغ. وثانيهما.. هل هي سلطات غبية تعذب وتقتل ثم تلقي بالجثة في نفس اليوم الذي يزور فيه وفد اقتصادي ايطالي مصر للاتفاق علي مشروعات استثمارية ضخمة.. صدفة مثلاً؟؟.. ألا يؤكد ذلك ان هناك "طرفاً خفياً" تعمد تنفيذ هذا السيناريو لنسف علاقات البلدين..؟؟ * السؤال الثاني: هل السلطات المصرية اخطأت في تناولها للجريمة وتوابعها..؟؟ ** يقينًا "نعم".. فهي لم تتناول القضية بالحرفية الجنائية والسياسية اللازمة.. ليس مطلوبا منها ان "تقب وتغطس" وتأتي بقاتل محترف في دولة مساحتها مليون كيلو متر مربع ومفتوحة من الاتجاهات الأربعة ويستهدفها القاصي والداني ويقطنها 90 مليون مواطن غير الزائرين.. وليس مفروضا عليها أن تعلن عن إجراءات غير دستورية يمكن اتخاذها في سبيل الوصول إلي معلومات أو أدلة بحجة "لن نخالف الدستور" مثل طلب إيطاليا تفريغ وتعقب مكالمات مليون مواطن يقطنون حي الدقي.. فقد كان علي السلطات ان تتبع هذه المكالمات دون اعلان لأن المهم هو الوصول للحقيقة.. وليس من صالح "الدولة" ان تتعامل معنا دولة أخري مهما كانت بهذا الصلف والغرور والخروج احيانا عن البروتوكول والدبلوماسية ونحن صامتون وإذا نطقنا نشجب ونندد فقط وكأن علي رأسنا "بطحة".. صحيح نحن نقدر دفاعهم عن دم مواطن لهم لكن الحادث في الأول والآخر يقع في كل بلاد العالم بما في ذلك ايطاليا ذاتها.. فكم فقدنا فيها من مواطنين ولعل حادث اختفاء المواطن المصري عادل معوض منذ أكتوبر الماضي داخل الأراضي الايطالية خير شاهد.. أين هو أيتها السلطات الايطالية.. وأين أنت ايتها السلطات المصرية.. أم أن دمهم أغلي من دم أولادنا؟؟.. مع هذا.. فإن مقتل ريجيني ليس "قضية الكون" حتي تجيش ايطاليا البرلمان الأوروبي من أجلها أو تهددنا بإجراءات عنيفة.. هددوا نفسكم. * السؤال الثالث: ما هو التقييم الصحيح لاستدعاء إيطاليا لسفيرها بالقاهرة.. وهل كنا موفقين في الرد علي هذه الخطوة..؟؟ ** قولاً واحدًا.. انه تصعيد غير مبرر بالمرة.. قرار "أوفر" لم يراع مصالح دولتين تدخل "طرف مجهول" لإجهاضها وهي في أزهي مراحلها وارقاها.. وعلينا ان نرد علي هذا التصعيد بإجراء مماثل بأن نستدعي سفيرنا في روما ايضا للتشاور.. هكذا يكون رد الدول الكبري علي التجاوزات وليس بكلام انشائي. * السؤال الرابع: ماذا بعد هذا التصعيد الإيطالي..؟؟ ** لابد أن تعلن مصر نتائج التحقيق كاملة وتعرض علي الرأي العام الطلبات التعجيزية التي طلبها الجانب الايطالي.. وبناء علي ما سنعلنه سوف تتخذ ايطاليا خطوة من اثنتين: إما غلق الملف مؤقتا اعلاء للمصالح العليا للدولتين. أو التصعيد "الغبي" أكثر وأكثر بسحب السفير نهائيا أو تقليص عدد أعضاء البعثة الدبلوماسية إلي أدني مستوي أو حتي قطع العلاقات وتحريض الاتحاد الأوروبي ضدنا ولتذهب المصالح هنا وهناك "في الوبا"..!! يجب أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات.. ويقيني أن آثار القضية مهما تصاعدت ستبقي في الإطار الثنائي.. أوروبا لن تخسر مصر بسبب جريمة جنائية ضد شخص واحد تقع مثلها يوميا في كل بلدانها ولا تحدث عليها ضجة. ونحن في الانتظار.