من الواقع - الإسلام ينتشر بتسامحه وليس بالمسلمين!!

قالت وكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ" إن الاسلام يزداد انتشارا في أوربا وخاصة في بريطانيا.. حيث أصبح المسلمون يمثلون أكبر أقلية دينية في المملكة المتحدة. ويقدر عددهم الآن بأربعة ملايين و200 ألف مسلم.
والحقيقة أن الاسلام ينتشر بمبادئه السمحة التي تسع كل الديانات ولا ينتشر بالمسلمين.. فهو دين التسامح والتكافل والرحمة. وهو الدين الذي يحترم أصحاب الديانات الأخري.. وقد بين الله سبحانه هذه الحقيقة في آية كريمة: "فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. فاعف عنهم. واستغفر لهم. وشاورهم في الأمر".
الاسلام ينتشر بقوة ووضوح مبادئه واستقامتها.. لا كما قلت بالمسلمين في هذا العصر الذين تشتتوا واختلفوا وتنازعوا. وأصبح الخلاف بينهم يحتدم علي أوهي الأسباب.
لا نتحدث هنا عن الإخوان المسلمين والسلفيين والطرق الصوفية.. فهذه الجماعات موجودة منذ القدم.. لكن تفاعلات انشطتها تصاعدت بشكل غير مسبوق مع تفجر ثورة 25 يناير واصبحت لها منابر متنافسة إن لم تكن متطاحنة!!
ولا نتحدث هنا عن المذهب السني والمذهب الشيعي.. أو الوهابي فهي مذاهب موجودة ولها محاور وبلدان تتركز فيها وهناك ما يشبه حربا تحتية أو صامتة لمحاولة نشر أي منها علي حساب الأخري.
أقول إننا لا نتحدث عن هؤلاء أو أولئك.. ولكن أقول إن الخلافات بين المسلمين امتدت لحد محاولة اختطاف المساجد من بعضها البعض.. وأحداث مسجد النور بالعباسية شاهد حي.. حيث حاول السلفيون بزعامة الشيخ حافظ سلامة السيطرة عليه بحجة أنه ملكها بينما تمسكت وزارة الاوقاف بتبعيته لها.. وحدث ما حدث من انزال خطيب الأوقاف من المنبر مرات ليحل محله خطيب من الجماعة السلفية.
أعود إلي بريطانيا حيث قالت وكالة الأنباء الألمانية ان المسلمين في بريطانيا يحققون نجاحات علمية وفنية وحتي سياسية واقتصادية ووصلوا إلي أعلي المناصب في المملكة. وأصبح لهم ثمانية اعضاء في البرلمان بعد أن كانوا أربعة فقط في السابق.
الاسلام يدعو إلي التعايش بين البشر في سلام وكلمة الاسلام مشتقة من السلام. ويستطيع البشر أن يبنوا حضارات متميزة ومتمايزة إذا وضعوا نصب أعينهم اسعاد ابن آدم أيا كان جنسه أو لونه أو عقيدته.
وكما يقال: الدين لله.. والأوطان لجميع البشر.
***
تلقيت مئات الرسائل علي التليفون المحمول من الأصدقاء والزملاء والأهل والأقارب والقراء بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم.. واخترت هذه الرسالة لأرسلها بدوري إلي جميع القراء الأعزاء:
اللهم من اعتز بك فلن يُذل
ومن اهتدي بك فلن يضل
ومن استقوي بك فلن يضعف
ومن استغني بك فلن يفتقر
ومن استنصر بك فلن يخزل
ومن استعان بك فلن يغلب
ومن توكل عليك فلن يخيب
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع
ومن اعتصم بك فقد هدي إلي صراط مستقيم.
اللهم كن لنا وليا ونصيرا
وكن لنا معينا ومجيرا
انك كنت بنا بصيرا
اللهم تقبل دعاءنا
وكل عام وأنتم بخير.