سادت حالة من الهدوء علي مكتب صرف شيكات التعويضات لأسر شهداء الثورة لقلة عدد الوافدين للصرف لانشغالهم بمشاهدة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وقتلة المتظاهرين في ثورة 25 يناير وبعض أهالي الشهداء ذهبوا إلي مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة أملاً في الدخول إلي قاعة المحكمة ومشاهدة الجلسة. أكد أهالي الشهداء أن التعويضات التي يتم صرفها وهي 30 ألف جنيه لا تتناسب مع حجم المصيبة وهي فقدان أهلهم وذويهم.. مشيرين إلي أن وقوف مبارك ونجليه خلف القضبان خفف المعاناة عنهم. قالوا: إن هناك بعض الأسر لم تجد اسمها في كشوف الصرف رغم توجيه خطابات من هيئة التأمينات تفيد حقهم في صرف التعويضات. أوضح المسئولون بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي انهم يسابقون الزمن حتي يحصل كافة الأهالي علي مستحقاتهم. التقت "المساء" مع أسر الشهداء الذين يحضرون لليوم الثالث علي التوالي ومع ذلك لم يحصل الكثير منهم عي الشيكات ومنهم أيضاً من لم يجد اسمه في كشوف الصرف رغم توجيه خطابات تفيد حقهم في صرف التعويضات. سعادة غامرة * يقول ممدوح فهمي شقيق الشهيد صابر: رغم معاناة أسر الشهداء من أجل صرف مبلغ التعويض إلا أننا سعداء اليوم بسبب وقوف مبارك ونجليه خلف القضبان بالمحكمة حيث اننا قمنا بمشاهدة الجلسة أثناء انتظارنا في الهيئة للحصول علي الشيكات ولقد رأينا الحسرة والندامة علي وجوه المتهمين. أما إبراهيم محمد شقيق الشهيد عصام : مبلغ التعويض الذي يصرف لأسر الشهداء لا يتناسب مع حجم ما قدمه هؤلاء الشهداء من أجل إنجاح الثورة لذلك نتمني أن يتم القصاص من القتلة. أضاف انه من المفارقات العجيبة أن يكون يوم محاكمة القتلة هو اليوم الذي نستلم فيه التعويضات. يؤكد محمد عبدالوهاب شقيق الشهيد أحمد: كنت أتمني أن يكون مبلغ التعويض أكثر من ذلك لأن الشهيد ترك أسرة مكونة من زوجة وطفلتين وأن هذا المبلغ الذي لا يزيد علي 30 ألف جنيه. لا يسمن ولا يغني من جوع مع هذا الغلاء الذي نعيش فيه.. بالإضافة إلي أن التعليم الذي يحتاج إلي مصاريف باهظة لذلك نتمني أن ينظر لأهالي الشهداء بعين الرأفة ويتم توفير مبلغ آخر يستندون عليه بقية العمر لأن معظم شهداء الثورة كانوا لا يلتحقون بأي وظائف حكومية أو خاصة. بينما أكدت أم الشهيد إسلام محمد عبدالقادر: رغم حضورها لثلاثة أيام لم تجد اسمها في كشوف الصرف حتي الآن وعندما توجهنا للمسئولين عن الصرف لماذا لم تجد اسمها؟!.. فأكدوا أن الشيك الخاص بها وبآخرين مازالوا في التوقيعات. أضافت: لم أكن أتوقع أن دعائي اليوم علي الرئيس المخلوع وهو "حسبي الله ونعم الوكيل" أن يستجاب لي أنا وكل من احترق قلبها علي زوجها أو ابنها أن نشاهد الرئيس المخلوع وهو وراء القضبان هو ونجليه وهم في قمة الذل والمهانة فيما فعله في الشعب المصري. أما شريف عبدالمنعم ابن الشهيدة زكية عبدالقاصد أكد ان سيارة الأمن المركزي قتلت والدته بكل قسوة وطالب بالقصاص من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وأعوانه حتي تهدأ روح أمه وهي في مثواها الأخير. صرف نصف الحالات وبمواجهة المسئولين بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي عن المعاناة التي تتعرض لها أسر الشهداء منذ الصرف وحتي الآن أكدت ثريا فتوح مدير عام الهيئة ان أسباب المعاناة هي ضغط إصدار الشيكات الخاصة بتعويضات أهالي الشهداء بسبب التوقيعات الكثيرة والعمليات الحسابية التي تتم من صباح اليوم وحتي الحادية عشر ليلا مؤكدة ان قرار مجلس الوزراء بصرف الشيكات لأسر الشهداء جاء إليها مساء يوم 31 يوليو والصرف يتم في اليوم التالي رغم عدم وجود رصيد في البنك يسمح بذلك. أضافت أن هناك 1863 حالة تستحق الصرف ونحن نصدر يومياً ما لا يقل عن 300 شيك يتم صرفها في نفس اليوم مؤكدة أن أول أيام الصرف تم تسليم 360 شيكاً لأسر الشهداء ونحن نعمل علي قدم وساق حتي ننتهي من هذا الأمر. أشارت إلي أنه وصل عدد الحالات التي تم الصرف لها حوالي 974 شيكاً حتي أمس من أصل 1863 حالة وهي نسبة كبيرة خلال الثلاثة أيام.. مشيرة إلي أنه بالإضافة إلي ذلك تم التصديق علي صرف المعاش الخاص بالشهداء في آليات صرف المعاشات خلال الفترة الماضية تسهيلا علي المواطنين وتم تسجيلهم علي قاعدة البيانات بالوزارة حيث ستحصل كل أسرة شهيد علي 1700 جنيه كمعاش. أضافت أن اليوم الأول شهد فوضي في الصرف ولكن الأمر تغير خلال الساعات الأخيرة بسبب التنظيم.