شهد أول أيام صرف شيكات التعويضات لأسر شهداء ثورة 25 يناير حالة من الفوضي ومشاجرات داخل قاعة المؤتمرات بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي بين المستحقين بعضهم البعض من جهة وبين أجهزة الإعلام التليفزيوني والعاملين بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي من جهة أخري وذلك بسبب تأخير صرف شيكات التعويضات فضلاً عن عدم تجهيزها كاملة. كان قد تحدد صرف شيكات التعويضات لأسر الشهداء في الساعة الثانية عشرة ظهراً بقاعة المؤتمرات بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي بشارع الألفي بوسط البلد وتوافدت أعداد كبيرة من أسر الشهداء وانتظروا صرف الشيكات حتي الواحدة والنصف ظهراً دون ان يبدأ صرف الشيكات مما أحدث تذمراً بين الحاضرين وحدثت مشادات بين الأسر بعضها البعض ومع أجهزة الإعلام خاصة القنوات الفضائية التي حضرت لتسجيل وقائع التسليم اعتراضاً علي قيامهم بالتصوير وكذلك مع العاملين بالهيئة القومية للتأمين الاجتماعي. استمرت حالة الفوضي حتي أعلن أحد موظفي الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي ان جميع الشيكات لم تستكمل بعد وأن الهيئة سوف تضطر إلي صرف عدد محدود من الشيكات الجاهزة علي أن تصرف من الدور السادس بصندوق التأمين علي العاملين بقطاع الأعمال العام والخاص. ومن المفارقات الغريبة ان عدداً كبيراً من أسر الشهداء تم حرمانها من صرف التعويض أو المعاش لأسباب مجهولة وجاءوا ليعلنوا احتجاجهم علي حرمانهم من هذه التعويضات. صرحت ثريا فتوح عبدالحميد رئيس صندوق التأمين الاجتماعي للعاملين بقطاع الأعمال العام والخاص بأن الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي تتولي صرف شيكات التعويضات لأسر شهداء ثورة 25 يناير نيابة عن صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لأسر الشهداء التابع لمجلس الوزراء .. مشيرة إلي أنه من المفترض صرف التعويضات علي مدي أسبوع وليس يوماً واحداً. التقت "المساء" أسر الشهداء الذين أكدوا ان أموال الدنيا لا تعوضهم فراق ذويهم وانه لا بديل عن القصاص من قتلة المتظاهرين. ** سهير رضا عبدالكريم زوجة الشهيد رضا كمال محمد: زوجي استشهد متأثراً بكدمات وضرب في القلب أسفر عن موته بسكتة قلبية وتسلمنا جثته من مستشفي العجوزة.. وقد أنجبت طفلاً بعد وفاته بثلاثة أشهر فقمت بتسمية طفلي علي اسم والده حتي يخلد ذكراه لكن استغل أهل زوجي انشغالي في الولادة واتموا اجراءات المعاش واستبعدوني تماماً حيث أنكروا ان ابنهم متزوج للاستفادة بالمعاش فاستعنت بمحام لإثبات زواجه رغم أن مال الدنيا لا يغنينا عنه لكن هذا التعويض سوف يعينني علي تربية الطفل خاصة ان مبلغ التعويض ارتفع من 5 آلاف إلي 30 ألف جنيه. ** أم سارة زوجة الشهيد محمد محمود أحد شهداء 28 يناير: استشهد زوجي أمام قسم حدائق القبة بطلق ناري استقر في رأسه وتركني وطفلته سارة عمرها عام واحد والمشكلة اننا نقيم في شقة ايجار ومنذ وفاة زوجي وأهل الخير يساعدوننا لكن نتمني توفير ولو غرفة واحدة. ** زوجة الشهيد فتحي إمام السيد: كان زوجي يعمل نجاراً ولدينا 3 أبناء وبعد وفاته سافرت إلي أسرتي بالشرقية ومطلبي الوحيد ان توفر لي الحكومة مسكناً صغيراً يحميني مع أبنائي. ** والدة الشهيد علي نبيل عبدالسميع: توفي ابني متأثراً بطلق ناري في الرأس أثناء مشاركته في المظاهرات حيث خرج ضباط من قسم حدائق المعادي بناء علي أمر من إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق وظلوا يطلقون النار عشوائياً وللصدفة تاريخ ميلاد الشهيد هو 28 يناير واستشهد في نفس التاريخ. ** مصطفي نبيل شقيق الشهيد: التعويض شيء رمزي لكن لا يمثل شيئاً من نار الفراق خاصة انه كان يساعد والدي في مصاريف المنزل ويحمل قلباً طيباً نقي بلا ضغينة لذلك إعدام المتسبب في قتل المتظاهرين وعلي رأسهم مبارك ونجليه في ميدان عام هو الذي يرضينا. ** والدة الشهيد محمود رجب ابني الشهيد لديه ولدان إسلام ووليد أتولي رعايتهما حيث انفصلت والدتهما عن ابني قبل استشهاده ومبلغ التعويض سيعينني علي الانفاق علي تربيتهما حيث قررت ان أضع مبلغ التعويض كوديعة في البنك استفيد منه بمبلغ شهري بجانب المعاش لتربية الطفلين. والدة الشهيد عبدالمجيد محمد: أشعر بالأسي والحزن رغم محاولات الحكومة التخفيف عنا بالتعويضات فكل ذلك لا يطفيء نيران الفراق.