هل يعقل ان تكون هناك جمعية دينية في مصر لها فروع متعددة في جميع البلاد ويتبعها نحو 2000 مسجد وتعمل في سرية تامة لخدمة جماعة الإخوان وتنتهج المنهج التكفيري الداعشي بعد أن كانت تنتهج المنهج السلفي؟! هل يعقل ان تتحول هذه الجمعية إلي الفكر المتطرف دون ان تدري عنها الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الأمن الوطني.. وفي غيبة تامة عن وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة الذي لا يعرف ماذا يدور في تلك المساجد المسيطرة عليها!! الخبر في حد ذاته ادهشني وادهش كل من يسمع عن "جماعة انصار السنة المحمدية".. ومن الأعضاء المنتمين إليها الذي انحرف بنهجها ورسالتها إلي هذا المنزلق الخطير؟! هذا الاتهام الموجه إلي "جماعة أنصار السنة المحمدية" جاء علي لسان الداعية السلفي الشيخ محمود عبدالرازق الرضواني الذي وصف الجماعة بأنها أصبحت اخوانية وان الذي قادها إلي هذا الطريق هو الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق "السروري" وقال انها تحولت إلي جمعية "سرورية"!! قال الشيخ الرضواني: نحن لسنا بيننا وبين أنصار السنة إلا بيان الحق وكشف الحقائق ودعوتهم للتوبة إلي الله والبعد عن هذا المنهج التكفيري "الداعشي" الذي يتولاه الآن الشيخ عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة مشيرا إلي أن فروع الجمعية تخدم مصالح الإخوان وفكرهم وتشوه الفكر السلفي!! إن 90 في المائة من مساجد جمعية أنصار السنة المحمدية تابعة الآن للإخوان و"السرورية" وتؤيد فكرة الخروج علي الحكام وعودة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي.. وليس ولاؤهم للوطن ولكن ولاءهم للتكفيريين ويعتبرون الشرطة والجيش كفارا ويستبيحون دماءهم!! لم يكتف الشيخ الرضواني بتلك الاتهامات.. بل أضاف إليها ان خلايا "السنة" جاهزة لتفجير البلد في أي وقت وتستطيع أن تفعل الكثير و"الكثير" وان فروع الجمعية تقوم بجمع تمويلات كثيرة من خلال مساجدهم لدعم الإخوان!! وشدد الرضواني من هجومه علي جمعية أنصار السنة قائلا: ان فيها نجاسات يجب تطهيرها وكنس فكري.. ويجب ابعاد المخالفين عن الجمعية أو استتابتهم واعلانهم انهم كانوا علي الضلال المبين وكانوا يستجيبون لخيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان مشيرا إلي أن جماعة الاخوان مصيبة علي الأمة الإسلامية. يختتم الرضواني كلامه قائلا: تاريخ أنصار السنة كان دائما منضبطا بالشرع والكتاب والسنة ويرون عدم الخروج علي الحكام ثم تساءل: هل يجرؤ عبدالله شاكر أن ينتقد فكر جماعة الإخوان ويصفهم بأنهم خوارج العصر؟! روج لجماعة الاخوان. هذه الاتهامات نقلها الموقع الالكتروني لصحيفة "اليوم السابع".. ونحن لا نريد أن تنساق مصر وراء أي اتهام دون أن تكون هناك دلائل مادية ومعنوية تؤيده خصوصا انه موجه إلي جمعية دينية هي "جمعية أنصار السنة المحمدية". قد يكون كلام الشيخ الرضواني صحيحا ولديه من الأدلة ما يدين بعضاً أو عددا كبيرا من أعضاء هذه الجمعية ويصمها بهذا الانحراف عن نهج الشريعة الإسلامية والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم.. ومعروف ان نهج الرسول في دعوته كان يقوم علي أساس الآية الكريمة "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" والدعوة إلي الإسلام كانت بالعقل والمنطق والحجة.. ولذلك فإن جوهر هذه الدعوة هو "الوسطية" في هذا الدين الحنيف. وهناك جهتان في الدولة ملتزمتان بالرد علي اتهامات الشيخ الرضواني هما جهاز أمن الدولة الوطني الذي بوسعه ان يصل إلي هذه الحقيقة في أقرب مدة.. والجهة الثانية هو وزير الأوقاف وجهاز التفتيش التابع له والذي يستطيع أن يؤكد هذه الاتهامات أو ينفيها. نريد الحقيقة ناصعة لا لبس فيها.. ولا نريد توجيه اتهامات دون أدلة دامغة.