قبل عدة أشهر وبالتحديد في نوفمبر الماضي حدثت الانفجارات الإرهابية المروعة في باريس.. واسقطت أكثر من 130 قتيلاً وعشرات الجرحي.. وظلت فرنسا تطارد منفذي ومفجري هذه التفجيرات والقت القبض علي بعضهم.. وعرفت أن الرأس المدبر لها شخص يدعي صلاح عبدالسلام الذي غادر حدودها إلي بلجيكا. الحكومة البلجيكية لم تأل جهداً في البحث عن هذا الرأس المدبر حتي توصلت إلي أنه يقيم في أحد أحيائها بالعاصمة بروكسل فتم القبض عليه حياً.. وطالبت فرنسا بتسليمه إليها لمحاكمته عما ارتكبت يداه من إجرام راح ضحيته أبرياء. كان القبض علي صلاح عبدالسلام بمثابة الشرارة التي أندلعت مرة أخري في أوروبا ليصول الإرهاب ويجول في تلك العواصم التي ظنت نفسها بعيدة عن أن يصلها هذا الوباء المستشري والذي أنهك عدداً من الدول العربية.. فوقعت عدة تفجيرات في العاصمة البلجيكية أهمها في مطار بروكسل وفي بعض محطات المترو الأمر الذي جعل الناس تعيش في هلع بعد وقوع عدد من الضحايا. الذي يري هذا المشهد علي الطبيعة وعنده الخبرة الكافية لتحليله وإظهار أبعاده يري أن هذا الوباء سيمتد ليشمل العواصم الأوروبية كلها.. فقد اجتاحت تلك العواصم موجة من الهلع. وعقدت الحكومة البريطانية اجتماعاً طارئاً لبحث آثار هذه الفواجع وأغلقت فرنسا حدودها مع بلجيكا والبقية تأتي. ولنبدأ هنا بتفاصيل المشهد في تفجيرات بلجيكا قبل أن نصل إلي النتيجة النهائية التي يراها الكثيرون أنها البداية الحقيقية للقضاء علي الإرهاب في العالم. حتي كتابة هذه السطور سقط نحو 35 قتيلاً و135 من المصابين في بروكسل نتيجة لانفجارات أربعة وقعت فيها منها انفجاران في المطار وانفجاران في محطات للمترو. قررت بلجيكا علي الفور وقف حركة القطارات إلي المطار ووقف حركة جميع وسائل النقل ثم رفعت حالة الطوارئ إلي أقصي درجة.. وهرب المسافرون من المطار بعد العثور علي عبوة ناسفة لم تنفجر. رئيس وزراء بلجيكا تابع تطورات الأحداث ونفي وجود أكثر من قتيل.. بينما ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا قال إننا سنفعل كل ما بوسعنا لتقديم المساعدة. هبطت الأسهم الأوروبية بعد انفجارات بروكسل.. وهبطت قيمة اليورو والجنيه الأسترليني أمام الدولار الأمريكي. أعلنت فرنسا حالة الطوارئ في مطار شارل ديجول تحسباً لوقوع هجمات بعد تفجيرات بروكسل ودفعت ب1600 جندي إضافي لتأمين المواصلات.. كما أعلنت السلطات الألمانية عن إجراءات أمنية في مطار فرانكفورت. في مصر عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً ضم الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدداً من كبار قادة القوات المسلحة والشرطة. وجه الرئيس خلال الاجتماع بمواصلة التنسيق الكامل في العمل الميداني بين الجيش والشرطة والتحلي بأعلي درجات اليقظة تحسباً لمحاولات قوي الشر الإرهابية. العالم عن بكرة أبيه في حالة غليان تام من تمدد الإرهاب.. فبعد الدول العربية التي استوطنها وانطلق منها ليغزو دول أوروبا التي بدأها بباريس ثم بروكسل عاصمة بلجيكا فلا أمل أمام العالم إلا من خلال أمر واحد.. هو أن يقطع رأس أفعي الإرهاب في الدول العربية ويتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً من هذا العمل الذي يجب أن تجمع عليه دول العالم.. ومتي قطع رأس الأفعي فإن التخلص من الجسم سيكون سهلاً للغاية. للأسف الشديد الإرهاب طال أوروبا.. وسيفجر مفاجآته التالية في أمريكا لتعرف أنها ابتدعته وأن نيرانه ستطولها إن عاجلاً أو آجلاً.