بينما تستمر أبواق "خوارج الإعلام" في مسلكها المشين. للنيل من الأزهر ومناهجه الرصينة. بما يعف قلمي عن خطه بمداد حبره.. تنطلق مشيخة "العلم والإسلام" بكل قوة. نحو نشر صحيح الدين. وقيمه السمحة في كل أصقاع الدنيا. ويطوف فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. رئيس مجلس حكماء المسلمين. أوروبا» حيث يزور ألمانيا. ثم فرنسا. في أعقاب جولته بشرق آسيا ليبعث برسالة سلام للعالم. وليؤسس مرحلة جديدة من الحوار بين الشرق والغرب. وليرسخ وسطية الإسلام في مواجهة كل فكر متطرف. وشاذ. لا يجانب الصواب د. عباس شومان. وكيل الأزهر. عندما يقول: "جدار الإسلاموفوبيا ينهار" خاصة أن رئيس وأعضاء البرلمان الألماني علقوا علي خطاب فضيلة الإمام الأكبر.: "وكأنك تتحدث عن دين غير الإسلام الذي نعرفه". نعم. فقد ارتسمت في أذهان الغرب. صورة مشوهة عن الإسلام.. إلي أن جاءت كلمات الإمام الأكبر. معبرة عن جوهر الدين كما أراده الله للناس» إذ أكد أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة. وأن كلمة "السلام" وردت في القرآن 140 مرة وجاءت كلمة "الحرب" ستًا فقط.. ولم ترد لفظة "السيف" ولا مرة واحدة.. وأن الإسلام تكفل بحماية حرية الاعتقاد.. ولا يُتصور أن يخلق الله الناس مختلفين في الأديان. ويبيح أن تتحول العلاقة بينهم إلي صراع.. لذلك لابد من صنع السلام بين علماء الإسلام. ورجال الدين المسيحي. ثم إشاعة السلام بين الشرق والغرب. ضرب شيخ الأزهر نموذجًا متفردًا في الحوار المثمر مع الآخر.. بالحكمة والموعظة الحسنة. والحجة القوية. سأل النائب الألماني: لماذا يسمح الإسلام بزواج المسلم من غير المسلمة.. ولا يقبل زواج المسلمة بغير المسلم؟ رد الإمام الأكبر: الزواج في الإسلام ليس عقدًا مدنيًا. كما الحال في أوروبا. بل هو رباط ديني. يقوم علي المودة بين طرفيه. والمسلم يتزوج بالمسيحية مثلاً لأنه يؤمن بعيسي. عليه السلام. وديننا يأمره بتمكين زوجته من أداء شعائر دينها والعبادة في كنيستها. ويمنعه من إهانة مقدساتها لأنه يؤمن بها.. بخلاف زواج المسلمة من غير المسلم» إذ لا يؤمن برسولنا محمد. ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة من أداء شعائرها أو احترام مقدساتها» لأن الإسلام لاحق علي المسيحية» فالمودة مفقودة في زواج المسلمة من غير المسلم. اختتم الإمام الأكبر. إجابته العلمية المنطقية.: "إذا كان هناك معترض علي كلامي.. أحب أن أسمعه". لم يعترض أحد. وبدا الكلام مقنعًا للجميع. ما رأيناه. وقرأناه. وسمعناه.. ليس مثار دهشتي» فهذه هي سيرة الأزهر في التعليم والدعوة منذ ألف وستين عامًا.. وهذا هو الإمام الأكبر. الذي يجسد حقيقة الإسلام. بمواقفه وكلماته الرصينة.