عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات مع الرئيس المقدوني جورجي إيفانوف تناولت تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ومقدونيا في كافة المجالات فضلا عن مناقشة أزمات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والقضايا وعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. تحدث الرئيسان إلي وسائل الإعلام عقد انتهاء المباحثات الرسمية. وقال السيسي في كلمته: انه لمن دواعي سروري أن أستقبل الرئيس د. جورجي إيفانوف في أول زيارة له إلي مصر منذ أن تبادلت الدولتان العلاقات الدبلوماسية التي مر علي إقامتها أكثر من عشرين عاما وهو اللقاء الثاني الذي يجمع بيننا عقب لقائنا علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر 2014 حيث اتفقنا علي ضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. ولعل زيارة فخامته إلي مصر تأتي كأبلغ تعبير عن هذا التوجه المشترك والتزامنا بالعمل علي ترجمته إلي خطوات عملية ملموسة لتفعيل التعاون الثنائي بين البلدين. أضاف: "لقد ارتبط البلدان علي مدي العقدين الماضيين بعلاقات تعاون وصداقة تميزت ولازالت بالتفاهم والاحترام المتبادل وهو ما انعكس في المواقف الداعمة التي أبدتها دولتكم لمصر واختيارات شعبها في مرحلة دقيقة من تاريخها. ونحن إذ نعتز بهذه العلاقات بين البلدين الصديقين فإننا نتطلع إلي زيادة حجم ونطاق التعاون الثنائي القائم بيننا وكذلك استمرار التعاون البناء والإيجابي في المحافل والمنظمات الدولية لما فيه الصالح المشترك للبلدين". قال: لقد سعدت خلال مباحثاتنا بما لمسته من الرئيس "إيفانوف" من حرص كبير علي الارتقاء بالعلاقات واتفقنا علي أن نعمل سويا علي ترجمة ذلك إلي خطوات ملموسة من خلال الجهات التنفيذية في البلدين خلال الفترة القادمة. خاصة فيما يتعلق باستكشاف الفرص الواعدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية بحيث تصبح مثل هذه الخطوات ركيزة أساسية لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات لصالح الشعبين الصديقين". تابع: "شهد لقائي بالرئيس تبادلا لوجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك حيث استمعت من الرئيس لتقديره بالنسبة لاستمرار أزمة اللاجئين في أوروبا وبحثنا سويا سبل التعاون في مجال التهديد المشترك المتمثل في ظاهرتي الإرهاب والتطرف حيث اتفقنا علي ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب من منظور شامل يركز علي محاربة الأسس الفكرية التي يقوم عليها وبما يراعي البعدين الاجتماعي والاقتصادي إلي جانب البعد الأمني. كما اتفقت آراؤنا علي ضرورة معالجة جذور الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وضرورة توفير الدعم الدولي للبلدان المستقبلة للاجئين وقد توافقت رؤانا كذلك فيما يتعلق بأهمية التمسك بالوسطية والتسامح وإعلاء قيمة الحوار بين الحضارات والأديان المختلفة". أضاف: "انني إذ أكرر سعادتي بالترحيب بكم فخامة الرئيس ضيفا عزيزا علي مصر فإن ثقتي كاملة في أن تشكل زيارتكم الكريمة محطة مهمة لانطلاق العلاقات بين البلدين إلي آفاق أرحب وآمل في تكثيف الزيارات بين دولتينا بما يحقق المصالح المشتركة لشعبينا وإنني لأتمني لكم إقامة طيبة في مصر كما أتمني لبلدكم الصديق كل التقدم والازدهار". أكد الرئيس المقدوني جورجي إيفانوف علي أهمية مصر وقيادتها باعتبارها ركيزة الاستقرار في المنطقة وشدد إيفانوف علي حرص والتزام بلاده للعمل بجدية وفاعلية لدعم مصر في كافة المحافل الدولية لتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين. قدم الرئيس المقدوني الشكر للرئيس السيسي علي الدعوة التي تلقاها لزيارة القاهرة والتي تعد أول زيارة لرئيس مقدوني إلي مصر بعد استقلالها وقال إن الزيارة تهدف إلي إعطاء قوة لعلاقات الصداقة بين البلدين في إطار الاحترام المتبادل والتعاون البناء. أشار جورجي إلي أن السفارة المقدونية الوحيدة في القارة الافريقية هي في مصر مشيرا إلي أنه بحث مع الرئيس السيسي التعاون القائم بيننا وحددنا نقاط التعاون المستقبلية والتي نريد أن نركز عليها لتعزيزها في المرحلة المقبلة. أضاف إيفانوف انه ناقش أيضا مع الرئيس السيسي التقديرات الخاصة بمشكلات الهجرة واللاجئين والتي تؤثر علي البلدين مضيفا ان كلا الدولتين واجها تحديات كبيرة بسبب مشكلة الهجرة واللاجئين والتي أثرت علي دول أوروبا وشمال افريقيا. قال الرئيس المقدوني انه سيكون لبلاده دور مهم في الاتحاد الأوروبي حول ما يتعلق بهذه الأزمات والتحديات مشيرا إلي أنه استمع من الرئيس السيسي علي عدد اللاجئين الذين تستضيفهم مصر وكافة التهديدات التي تواجهها خاصة مشكلة الإرهاب والتطرف العنيف وقدم إيفانوف التهنئة للرئيس السيسي علي النجاح الذي تحققه مصر في هذه المعركة الحاسمة وتحقيق تقدم ضد خطر الإرهاب. أكد أن مقدونيا شريك فعال في التحالف الدولي ضد الإرهاب وستواصل هذه الجهود مع المجتمع الدولي لافتا إلي أن هناك حاجة للتعاون في هذا المجال من خلال الأجهزة المختصة لمواجهة هذه التحديات. أشار إلي أن مصر ومقدونيا تربطهما صداقة وشراكة طويلة وهذه الزيارة التي يقوم بها لمصر فصل جديد من علاقات التعاون بين البلدين مشيرا إلي أن هناك العديد من الإمكانات والفرص الواعدة في الدولتين ومنها التعاون في المجال الاقتصادي والذي يحتاج إلي المزيد من الدفع والتعزيز لان هذا هو المستقبل. أوضح انه سيتم عقد لقاء مشترك بين رجال الأعمال في البلدين للتعرف علي الفرص الاستثمارية المتاحة والبناء علي العلاقات الجيدة بيننا معربا عن توقعه بأن يري المزيد من رجال الأعمال المصريين في بلاده قريبا وكذلك رجال الأعمال المقدونيين للقاهرة. أكد علي الفرص والمزايا الواعدة للاستثمار في البلدين والبيئة الإيجابية المثالية في مقدونيا مشيرا إلي أن بلاده يمكن أن تكون بوابة لمصر في السوق الأوروبية. ورحب الرئيس المقدوني بتوقيع بروتوكول تعاون بين البلدين في مجال الزراعة والذي سيكون له أهمية خاصة وركيزة أساسية لتعزيز التعاون بين البلدين مشيرا إلي أننا سنظل أصدقاء وشركاء دائما مع مصر.