لم يذهب الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي رحلة ترفيهية في كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية بل كان ومازال هدف أي تحرك داخلي أو خارجي له هو مصلحة مصر بل تشعر ويشعر الجميع أن السيسي يتولي حقائب وزارية يحمل ملفاتها إلي الدول التي يزورها. في رحلات الرجل تجد نتائج طيبة في الملف السياحي فنجد بعض الدول تعلن عودة سائحيها لزيارة مصر واستئناف رحلاتها وبعض الدول توقع معنا اتفاقيات لتطوير التعليم أو لضخ استثمارات أو لانشاء محطات كهربائية أو تطوير مطارات أو توريد أقماح أو اتفاقيات منح ومساعدات ومشاركات بين تلك الدول ومصر وهذه الدول للقاصي والداني لا تجامل أحدا بل لديها من الأنظمة السياسية ما يضمن لها ألا توقع أو تمنح وتمنع ايضا عن زائريها ما يطلبون لصالح أوطانهم. ولعل تزامن رحلة الرئيس الآسيوية مع تقرير احدي لجان مجلس النواب الأمريكي باعتبار جماعة الإخوان إرهابية وتصريح وزير الخارجية الأمريكي بذلك يؤكد أن من يحكم مصر رجل بعيد النظر في علاقاته الخارجية وبتصريحاته التي تنم عن وعي كامل بالمتغيرات العالمية بل ان بداية الهدنة في سوريا كخطوة للحل السياسي كانت دليلاً علي رؤية السيسي السليمة من أن المشكلة السورية لن تحل إلا بشكل سياسي طبيعي أن يكون قوامه الحوار بين الأطراف المتنازعة. وإذا كان ايمان السيسي بالحوار هو منهج لتحركاته وسياساته فالواجب علينا جميعا حكومة وشعبا وبرلمانا منتخبا أن نكون عونا لهذا الرجل الذي يعي لبناء مصر الحديثة. الرئيس لا يريد تطبيلا أو تهليلا له لكنه يريد عملا وصبرا فهو لم يعد شعبه بالجنة علي الأرض بل وعدهم بالإصلاح لكل ما أفسده السياسيون أو الخونة فكلاهما أفسدوا سواء بقصد "الإخوان" أو بدون قصد "النظم السياسية السابقة" إذا علينا جميعا أن ننتبه إلي خونة الداخل فهؤلاء لا يريدون أن تقوم لنا قائمة يريدون الخراب لمصر وكأنها دولة استعمار لا يسعون إلي خير البلاد والعباد بل كانت سنة حكمهم هي الأصعب في تاريخنا الحديث والحمدلله الذي بعث في المصريين جميعا الرغبة في الاطاحة بهم وإلا كانت حياتنا الآن أشبه بسوريا أو ليبيا أو العراق. خلاصة القول أمامنا فرصة تاريخية لبناء مصر وكفانا مهاترات يختلقها الإعلام لمصلحة عدد محدد من اصحاب المصالح ومالكي القنوات الفضائية وبعض الصحف والأمل في العمل وليس في إثارة المشاكل والفتن.. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.