الحمد لله وصلاة وسلاماً علي عباده الذين اصطفي الذين خصهم الله بما لم يخص به سواهم من العطاءات والتجليات والنفحات والبركات والكرامات التي تدل علي أفضليتهم وإمامتهم. والحمد لله الذي أكرم من شاء من عباده الصالحين بكرامات هي من جملة معجزات أنبيائه المرسلين الدالة علي صحة دينه المبين وأفضلهم هو الصادق الأمين سيد الخلق صلي الله عليه وآله وسلم. الذي آتاه الله من المعجزات وحده أكثر مما آتي جميع الأنبياء والمرسلين وأكرم أولياء أمته بكرامات أوفي مما أكرم به جميع الأولياء السابقين. أولاً التعريف بالولي والعطاءات: أعلم أن اسم الولي مأخوذ من قوله تعالي: "الله ولي الذين آمنوا......." وقوله تعالي: "هو يتولي الصالحين" وقوله تعالي: "أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين" وقوله تعالي: "ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم" وقوله تعالي: "إنما وليكم الله ورسوله.....". والوالي: هو القريب. فإذا كان العبد قريباً من حضرة الله تعالي بسبب كثرة طاعاته وكثرة إخلاصه. كان الرب قريباً منه برحمته وفضله وإحسانه لأنه تولي الله سبحانه بالعبادة فتولاه الله بالحفظ والرعاية فهؤلاء الأولياء آمنين في الآخرة ولهم فيها رفيع الدرجات ولهم البشري في الحياة الدنيا والآخرة. فهناك حصلت الولاية: يقول الشيخ الشعراوي رضي الله عنه: إن أناساً وصلوا إلي الصفاء من الله سبحانه وتعالي وجاءتهم الإشراقات والعلاقات. التي تدل علي ذلك في ذواتهم فعلموا أن الطريق الذي سلكوا فيه إلي الله تعالي صحيح. وكلما ازدادوا في العبادة لله زاد الله في العطاء لهم. فكلما زاد العبد في عبادته زاده الله في وده. ولا نستطيع أن نقول: إن هذه الزيادات تصل إلي حد ما. لأن عطاء الله ليس له حدود. قال تعالي: "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي وأشربي وقري عينا...." الآية "سورة مريم آية 25.26". وقال تعالي: "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" "سورة آل عمران آية 37". وقال تعالي: "وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلي الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً وتري الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه......" "سورة الكهف الآية 16.17". وكل ذلك من معجزات السيدة مريم وعجائب الخضر وذو القرنين وأصحاب الكهف وعرش بلقيس المنقول إلي سليمان وآل ياسين وحديث جريج الراهب وأصحاب الغار الثلاثة وقال في الجوهرة للباجوري ص18: واثبتن للأولياء الكرامة. ومن نفاها فانبذن كلامه فبذكرهم تتنزل الرحمات وبزيارتهم ينال جميع الخيرات فهم لزائزهم ترياق لكل داء ومرهم يبرئ ورحمة وشفاء سواء منهم الحي والنائم والمجذوب والسالك الذي لخدمة الله قائم. فكراماتهم حق والمنقول بالتواتر إن كراماتهم ثابتة "فبصدق متابعته للنبي وآل البيت عليهم السلام ظهرت علي يديه الكرامة".