الدكتورة عفاف النجار عميدة كلية الدراسات الإسلامية "بنات" بجامعة الأزهر لها دور كبير في خدمة الدعوة الإسلامية والارتقاء بالعملية التعليمية بجامعة الأزهر.. فعلي مدي سنوات طويلة كأستاذة جامعية استطاعت أن تتبوأ مناصب تعليمية سواء في مصر أو الخارج نظراً لنشاطها المتميز وإشرافها علي العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير حتي تخرج علي يديها أساتذة جامعيون أسهموا في خدمة الدعوة الإسلامية. التقينا بالدكتورة عفاف النجار لنستعرض معها ذكرياتها في هذا الشهر الكريم ونبذة عن عائلتها والدور الذي تقوم به لتقوية صلة الرحم وغير ذلك من الأمور في حياتها.. وكان هذا نص الحوار: * رمضان في الطفولة.. كيف عاشته د.عفاف؟ ** نشأت في إحدي قري محافظة الشرقية تسمي "الرحمانية" والتي تشتهر بكرم الضيافة خاصة في شهر رمضان حيث تجتمع العائلات وتخرج كل واحدة مائدة رمضانية يتقدمها رب الأسرة الذي يستضيف عليها الغرباء عن القرية والمحتاجين للإفطار وهذه الظاهرة مازالت موجودة حتي الآن في القرية ولكن ليست بالصورة التي كانت عليها منذ السبعينيات نظراً لتطور القري التي طالتها العولمة هي الأخري. وبعد الإفطار يقوم قاريء للقرآن بتلاوة ايات الذكر الحكيم في المضيفة الكبري بالقرية. * هل مازلت تحرصين علي زيارة القرية؟ ** بكل تأكيد فهي مسقط رأسي وإن كانت ظروف عملي كعميدة في كلية جامعية والمسئولية الكبري التي تقع علي عاتقي تجعلني أذهب للقرية علي فترات ولكن عندما أذهب إليها أتذكر طفولتي في هذا الشهر الكريم خاصة عندما أستمع لصوت الشيخ محمد رفعت فيحدث أثراً طيباً بداخلي لأنه يذكرني بطفولتي ونحن نستعد للإفطار حيث كان يقرأ قرآن المغرب وكانت الإذاعة هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي كنا نلتف حولها لسماع الشيخ رفعت ومدفع الإفطار. وكان الشهر الكريم فرصة طيبة للم شمل العائلة حيث صلة الأرحام وبالطبع يعود بي الزمن 50 عاماً للوراء عندما نجتمع كلنا حول المائدة الرمضانية في "الرحمانية".. رغم أنه لم يكن هناك كهرباء فقد كنا نعتمد علي الفوانيس وسماع الفوازير الإذاعية وألف ليلة وليلة من خلال الراديو. * شخصية تأثرت بها في حياتك؟ ** والدي رحمه الله فقد كان معلمي الذي تعلمت علي يديه الكثير في حياتي.. وأتذكر مدي حرصه علي حفظي للقرآن الكريم حيث كان يقوم بنفسه في تعليمي إلقاء النطق الصحيح لمخارج الحروف ولذلك عندما حفظت القرآن كانت أمنيته أن ألتحق بكلية الدراسات الإسلامية لدراسة العلوم الدينية خاصة أن الكلية لا يوجد فيها اختلاط وبالفعل تحققت أمنية الوالد حتي أصبحت عميدة للكلية. ذكريات لا تُنسي * ذكريات لا تنساها د.عفاف في شهر الصيام؟ ** رمضان له ذكريات طيبة في حياتي لا يمكن أن أنساها لأنها علامة مضيئة في حياتي.. ففي هذا الشهر التحقت بكلية الدراسات الإسلامية.. وفيه تمت خطوبتي حيث كان زوجي حالياً يعمل في الخارج وفي إجازته تقدم لي فكانت مناسبة عظيمة وأتذكر أن الجميع كان صائماً أثناء قراءة الفاتحة وكانوا يشعرون بجو روحاني جميل والدعاء لنا بالسعادة كان من القلب والحمد لله استجاب المولي لدعاهم وعشت حياة زوجية سعيدة مع رجل صالح يتقي الله في زوجته وأولاده. وفي رمضان أيضاً تلقيت دعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مع علماء الأزهر لإحياء ليالي رمضان في الإمارات وقد شرفت هناك بإلقاء محاضرات دينية وندوات علي مدي عامين. وبعد انتهاء هذه المدة رافقت زوجي لمكة المكرمة وقد كنت دكتورة جامعية في كلية التربية منذ عام 1980 ولمدة 4 سنوات وكانت هذه الفترة من أجمل فترات حياتي لأننا كنا نقضي رمضان في الحرم نصوم ونفطر ونصلي العشاء والتراويح والتهجد في الشهر الكريم. وفي أيام الإجازة كانت شقتي في السعودية عامرة بضيوف الرحمن من أبناء الشرقية سواء من الأقارب أو المعارف وكنا أنا وزوجي سعداء لوجودهم معنا في الشهر الكريم حيث كنا جميعاً نشعر بالجو الروحاني وصلة الرحم التي يتميز بها المصريون. والحمد لله يوجد عامل مشترك بيني وبين زوجي في كرم الضيافة لأن زوجي بطبعه رجل كريم لذلك التقت الطباع وهذه نعمة من نعم الله علي كل زوجين. قضاء اليوم الرمضاني * كيف تقضين يومك الرمضاني حالياً؟ ** أقضي يومي في ترتيب شئون منزلي والوقوف بالمطبخ لإعداد طعام الإفطار.. هذا إذا كنت في المنزل.. أما إذا استدعي الأمر وجودي بالكلية فهذا شيء آخر. كما انني بعد صلاة التراويح جماعة أنام للسحور وصلاة الفجر ثم ابدأ القراءة والاطلاع علي رسائل الدكتوراة التي أشرف عليها. أسرة د.عفاف * من هو زوجك؟ ** الدكتور عبدالفتاح محمد حسن طبيب باطنة فهو إنسان خلوق ساعدني في عملي ووقف بجانبي في أصعب اللحظات وكان له بعد الله سبحانه وتعالي فضل كبير فيما وصلت إليه كعميدة لكلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر. بنتي الكبري د.مروة مدرس مساعد بكلية الطب جامعة الأزهر قسم بيولوجي ولي منها حفيدتان "ملك" و"فريدة" وزوج ابنتي طبيب أيضاً. ابني "محمد" ماجستير هندسة وزوجته صيدلانية ولي حفيدان هما "عمر" و"ياسين". ابني "محمود" خريج الأكاديمية البحرية ويعمل في شركة ملاحة ولي منه حفيدة اسمها "كرمة". * هل يقومون بزيارتك دائماً أم أن طبيعة عملهم تبعدهم بعض الشيء؟ ** لابد أن نجتمع اسبوعياً في شهر رمضان للإفطار سوياً وهذه عادة تعودنا عليها منذ أكثر من 15 عاماً حيث يعمل كل منا قدر استطاعته للحضور أما إذا كانت هناك ظروف صعبة في العمل فهذا عذر مقبول وغير ذلك لابد من الحضور حتي نستمتع بجو رمضان الإيماني.