أكد الدكتور عبدالسلام بسيوني مدير مركز التوحيد الإسلامي ورئيس المركز التأسيسي لجاليات الدول العربية والمحاضر بجامعة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا أن المسلمين يتمتعون بحرية دينية هناك ودينهم هو الأسرع انتشاراً.. وطالب مصر بدعم دور الأزهر في القارة الأفريقية عامة ودولة جنوب أفريقيا خاصة.. خاصة أنه يتمتع بسمعة طيبة فضلاً عن وجود إقبال كبير من المسلمين علي إلحاق أولادهم بالتعليم الديني. ** في البداية نود منكم أن تقدموا أنفسكم للقاريء ورحلتكم الدعوية من مصر حتي جنوب القارة؟ * أنا خريج جامعة الأزهر وعملت فترة قصيرة بمصر ثم التحقت برابطة العالم الإسلامي التي أرسلتني للدعوة في القارة الأفريقية بداية من دول غرب أفريقيا خاصة سيراليون وليبيريا وغينيا كونكري وقد أسست جمعيات ومراكز إسلامية فيها ومنها اتحاد الدعاة بسيراليون الذي يشبه وزارة الأوقاف في مصر حيث يضم جميع الدعاة والعاملين بالحقل الإسلامي وللعلم أن عدد سكان سيراليون يبلغ ستة ملايين نسمة 85% منهم مسلمون. واستطعت بعد عملي في جنوب أفريقيا الحصول علي الماجستير من جامعة راو عام 1994 ثم الدكتوراه من يونسة وهي أكبر جامعة بجنوب أفريقيا. الدعوة وكأس العالم ** منذ شهور قليلة شهدت جنوب أفريقيا إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم.. هل استفدت من وجود هذا التجمع العالمي من كل الجنسيات للدعوة إلي الإسلام والتعريف به؟ * لم تفوتنا هذه الدورة العالمية حيث قمنا بطباعة كتب تعريفية بالإسلام بمختلف اللغات وتوزيعها علي الجماهير الوافدين من مختلف دول العالم لأننا نعلم أن غالبيتهم رؤيتهم عن الإسلام خاطئة لأنه تم تكوينها عن طريق كتابات المستشرقين المعادين للإسلام أو لديهم جهل تام بالإسلام لهذا رأينا أن من واجبنا تعريفهم بالإسلام ببساطة ويسر باعتباره ديناً عالمياً. وكان لهذا مردود إيجابي عليهم ولست مبالغاً إذا قلت إن بعضهم قد يكون اعتنق الإسلام أو فكر جدياً في ذلك بعد أن يستكمل قراءته عن الإسلام فيما بعد أو صحح معلومات خاطئة عنه. أزمة المياه والدعوة ** بعد أزمة مياه النيل تعمل مصر علي استعادة دورها ووجودها بقوة في القارة الأفريقية.. فما هو الدور الذي يمكن للأزهر القيام به؟ * لاشك أن للأزهر دورا.. كبيرا.. في القارة الإفريقية وله تاريخ طويل في ذلك ولهذا يجب علي الحكومة المصرية أن تدعم وجود الأزهر بقوة لأن هذا يساعد علي تقوية الوجود المصري في القارة كلها.. ويمكن أن يتم ذلك من خلال زيادة البعثات الأزهرية إلي كل الدول الأفريقية علي أن يكونوا مسلحين بالعلم الديني واللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية والفرنسية.. وكذلك زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لطلاب الأفارقة للدراسة بالمعاهد وتنظيم الندوات والمؤتمرات المشتركة سواء في عواصم تلك الدول أو في رحاب الأزهر. دور الأزهر ** وماذا عن دور الأزهر في دولة جنوب أفريقيا التي تعملون في الحقل الدعوي والخيري بها؟ * لدينا بعثة أزهرية مكونة من 65 عضواً منهم خمسة في المؤسسة التي أتولي رئاستها وكذلك لدينا ستة معاهد أزهرية تدرس مناهج الأزهر تهتم بتعليم اللغة العربية والتعليم الديني ونعمل علي توثيق علاقتنا ومنها إنشاء كلية للقرآن الكريم علي غرار كلية القرآن بطنطا. الإسلام الأسرع انتشاراً ** تؤكد الدراسات الميدانية ان الإسلام هو الدين الأسرع انتشاراً في العالم فماذا عن واقعه لديكم؟ * بفضل الله الإسلام هو الأكثر انتشاراً لدينا خاصة بين القبائل الوثنية الذين نعمل علي تعريفهم بالإسلام من خلال العمل الدعوي وإصدار كتب بلغاتهم المحلية حتي نستطيع إقناعهم وقد ساعدنا علي ذلك الحرية الدينية التي يعيش فيها المسلمون الذين يرتبطون بعلاقات طيبة جداً مع كل أبناء الدولة خاصة أن المسلمين كان لهم دور رئيسي في مسيرة التحرير التي استطاعت قهر العنصرية عام 1994 وكان هناك قادة للكفاح من المسلمين رفقاء لمانديلا في الاعتقال ولهذا استطاع بعض المسلمين الآن الوصول إلي مناصب وزارية وأعضاء المجالس النيابية. تيسير الزواج ** وماذا عن وضع الأسرة المسلمة في جنوب أفريقيا؟ * نعمل باستمرار علي ترسيخ الوجود الإسلامي وتقوية الهوية الإسلامية في نفوس المسلمين حيث نشجع المسلمين علي الارتباط بالمسلمات ونعقد الزواج في المساجد ونحتفل به في دور المناسبات الملحقة بها. واستطعنا نشر الوعي الديني بأهمية تيسير الزواج وتقليل المهر إلي أقل درجة ممكنة بما يعادل عدة مئات من الجنيهات المصرية. ولكن الغريب أن تقليل المهر يسر الزواج وزاد من عملية الطلاق.