في الوقت الذي كان يشهد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي انطلاق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" التي تهدف إلي جعل مصر ضمن أفضل ثلاثين دولة علي مستوي العالم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد والارتقاء بمعدلات النمو وتحسين مؤشرات جودة الحياة كانت هناك مجموعة رائعة من شباب الدول العربية تعقد جلسات وورش عمل بمدينة شرم الشيخ للخروج بتوصيات لعرضها علي مؤسسة الرئاسة المصرية بهدف مواجهة الإرهاب والتطرف. هذه المجموعات كانت تواصل الليل بالنهار تناقش أسباب المشكلة. تعرض وجهات نظرها المختلفة بحسب كل بلد وظروفه. تقترح الحلول. تعدل اقتراحاتها. تستمع لأفكار بعضها. تبلور الأفكار في شكل توصيات. اللقاءات كانت ثرية علي مدي أربعة أيام . المناقشات كانت تحمل الأمل في غد مشرق ومستقبل أفضل تحدث شباب علي الرغم من أنهم مقتبل العمر إلا أنهم يبدون كما لو كانوا أصحاب خبرات السنين. كل وفد أعد ورقة عمل وقدم رؤيته من خلال عرض مصور ومدعم بالإحصائيات. يؤكد أننا أمام شباب واع يدرك تماماً مخاطر المرحلة. ويمسك بخيوط المؤامرة. ويعمل علي مواجهتها ولكن تنقصه الفرصة ليطلق طاقاته ويحقق طموحاته وأمل وطنه فيه. ففي الوقت الذي كان يستعرض فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته التي وجهها للمصريين انجازات سنة ونصف التي تجاوزت ما تم تحقيقه من انجازات في عشرين سنة كان الشباب العربي المتواجد في مؤتمر شرم الشيخ يكمل الصورة الجميلة بمناقشات يملؤها التفاؤل بالغد والعمل بحماس من أجل تغيير واقعه إلي الأفضل في القريب العاجل علي الرغم من كل التحديات التي يواجهها الوطن العربي. كم من مرة فاتت وجبة الإفطار أوالغداء أو العشاء علي المجتمعين الذين يعلمون جيداً أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت بهذا البلد فلم يهتموا بشكوي بطونهم من الجوع بقدر اهتمامهم بمعاناة عقولهم مع أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الوطن العربي. وبعد كل اجتماع أو ورشة عمل كان الجميع يخرجون سعداء بإنجاز ما حققوه حتي ولو كان فكرة واحدة ما دامت من خارج الصندوق. أهمية هذا المؤتمر نبعت مما قاله اللواء أحمد جمال الدين مستشار رئيس الجمهورية للأمن ومكافحة الإرهاب خلال الجلسة الافتتاحية عندما أكد أن الرئيس السيسي ينتظر ما سوف يسفر عنه هذا المؤتمر من توصيات لدراستها وبحث إمكانية تنفيذها . فهذه العبارة تحديداً أشعلت الحماس في نفوس شباب العرب المجتمعين والذين كانوا علي يقين بأنهم في مهمة أمن قومي عربي لا تقل أهمية عن رسالة الجندي في الميدان . فهؤلاء هعم الشباب الذين يواجه بهم الرئيس أية تحديات ويفاخر بهم أمام العالمين فجعل عام 2016 هو عام الشباب وأصدر البرنامج الرئاسي لتأهيل 2500 شاب كل سنة لتولي مناصب قيادية. وأطلق مشروع المليون ونصف المليون فدان ليتملكها الشباب كما اصدر مشروع ال200 مليار جنيه لتوفير قروض للشباب بعائد بسيط كما أعلن عن مشروع توفير أربعة ملايين وظيفة للشباب خلال الاعوام القادمة . ومن هذا المنطلق يعلم الشباب أن الرئيس يضعهم في عينيه فوضعوه هم في قلوبهم لتبدأ مسيرة العطاء لصالح الوطن.