العلاج طريقك "إلي الآخرة".. أحياناً!

دواء قاتل.. "تحت السلم"!

المفروض اننا نحصل علي الدواء تلمساً للشفاء.. لكن احيانا قد يكون العلاج طريقك "إلي الآخرة".. تبدو المعادلة سوداوية لكنها حقيقية.. تماما كالسموم التي طالت كل شيء حتي الاكل.
الجدل ليس وليد اليوم لكنه قديم ربما قدم المرضي لكن الجديد تلك التقارير التي تم تداولها بكثرة في الآونة الاخيرة عن الآثار الجانبية الخطيرة لعدد من الادوية بالسوق المصري وان بعضها قد يؤدي للفشل الكلوي وتليف الكبد وامراض اخري خطيرة.. هذا بالطبع غير الادوية التي تصنع "تحت السلم" وتلك بالذات قد تكون الطريق السريع للموت.
البداية من الطبيعي ان تكون مع المختصين وربما النهاية معهم ايضا. فهم ادري بشعاب العلاج والمرض. وقد اكد صيادلة واطباء ان كل الادوية مكونة من مواد كيمائية لها آثار جانبية. غير ان خطورة هذه الآثار تختلف حسب اتباع المريض لتعليمات الطبيب. والجرعات الصحيحة. وعدم تناول بعض الادوية مع ادوية اخري لان تفاعلها قد يؤدي لآثار جانبية خطيرة جدا. او تناول الادوية مع بعض الاطعمة. واكدوا ان هناك بعض الادوية اذا تم تناولها بجرعات زائدة تؤدي للوفاة.. الاخطر والاهم في الامر وجود الكثير من الادوية المهربة بالسوق المصري لاتخضع للرقابة والمرور علي وزارة الصحة وتؤدي لمشاكل خطيرة. والكارثة الاكبر ان كثيراً منها لايتم تهريبه بل يصنع تحت "بير السلم" وهنا تكمن الخطورة والمصيبة الكبري. لان اغلبها يؤدي لفشل كلوي. وتليف الكبد والوفاة.
* يقول د.إيهاب صلاح "صيدلي اكلينكي وناشط بنقابة الصيادلة": هناك بعض المواد التي تستخدم في حفظ الامبولات والحقن وتحتوي علي مادة "Benzlalcohol" وتستخدم لتركيب بعض الادوية التي يتم تناولها عن طريق الفم. وبعض المستشفيات تعتمد عليها في تحضير ادوية الشراب. ايضا معظم ادوية مرضي السكر تحتوي علي المادة الفعالة "metformin" وهي موجودة "بالسيدوفاج" لكن اذا طلب من المريض عمل اشعة بالصبغة فسيكون لها تأثير كبير ومدمر علي الكلي. وللاسف كثير من الاطباء لايعتمدون علي التاريخ المرضي للمريض قبل الاشعة. وهناك ايضا بعض مضادات التجلط اذا تداخلت مع بعض الاطعمة تسبب الوفاة مثل "الثوم والزنجبيل".
اضاف: هناك ادوية مهربة لانعلم مصدرها. واخري لايتم جلبها من الخارج. ولكن يتم تصنيعها "تحت بير السلم" علي انها من الخارج مثل المادة الفعالة لبعض ادوية الاجهاض والولادة ونزيف ما بعد الولادة وهي "سيتوتك" هناك ادوية مهربة "للسرطانات" والمادة الفعالة بها "تاكروليماس" امراض المناعة الذاتية ويستخدم للاورام. ويمكن تصنيعه تحت بير السلم لانه غير مراقب. ادوية التخسيس Bodyslim Lipo6. ممنوعين وبهم مواد محظورة. والاثار الجانبية ارتفاع في ضغط الدم وسرعة بضربات القلب وقد تؤدي إلي سكتة قلبية. و"Lipo 6" قد يؤدي لمشاكل بالغدد.
* د.محمد انور "صيدلي اكلينكي" قال لي: كلمة دواء تعني وجود مادة كيميائية بداخله. وهي مادة غريبة علي جسم الانسان وبالطبع لها تأثير جانبي. ويتم عمل الدراسات الاكلينيكية علي الدواء وهل سيؤدي إلي التأثير المطلوب. علي سبيل المثال "الادوية الكيمياوية" لعلاج السرطان. دورها الاساسي قتل الخلايا السرطانية ولكن لها آثاراً جانبية مثل سقوط الشعر. والقيء بصورة شديدة. وتسمم في بعض الحالات. وتختلف نظرة كل دولة عن الاخري في تحديد الابقاء علي نوع معين من الدواء بالاسواق او منعه. فهناك ادوية يتم منعها بامريكا ولكن تستخدم باوروبا. فكل دولة تبحث عن احتياجاتها حسب ظروفها.
اضاف: معظم ادوية "الباراسيتامول" تؤدي إلي مشاكل بالكبد اذا تم تناول جرعة زائدة. والمسكنات الاخري اذا تم تناولها بكثرة تؤدي لفشل كلوي. وهناك وحدة موجودة بالادارة المركزية بوزارة الصحة تسمي "وحدة اليقظة الدوائية" مهمتها كشف المخاطر الموجودة بأي دواء علي سبيل المثال صدر منذ عام قرار بسحب "دومبريدون" من الاسواق نظرا لاكتشاف ان تناول اكثر من 30 ملي جرام في اليوم يؤدي إلي سكتة قلبية وتم سحب كل التركيزات الاعلي من 30 ملي جرام من الاسواق.
* وقال: من صدور تشريعات من شأنها منع صرف الادوية من الصيدليات ذات الخطورة المالية ويحدد اسمها عن طريق "روشتة" من الطبيب. وقائمة اخري ببعض الادوية ذات الاثار الخفيفة يمكن صرفها بدون روشتة من الصيدليات. ويجب ان نعرف انه بسبب الاعراض الجانبية المتوقعة.
* د.اسامة رستم "نائب رئيس غرفة صناعة الدواء ونائب مدير احدي الشركات المصرية لصناعة الدواء" قال: اي دواء يحتوي علي مركبات كيميائية تؤدي إلي تأثير معين طبقا لما يحتاج اليه الجسم من هذا المفعول اي تأثير طبي يفيد الحالة المرضية. واي مواد كيميائية لها بعض الآثار الجانبية. وتحتوي النشرة الداخلية لاي دواء علي المواد الفعالة المكون منها وعلي الآثار الجانبية.
* وتابع قائلاً: هناك بعض الادوية المهربة بالاسواق وبالصيدليات وللاسف هي غير مرخصة ولانعرف خطوات التصنيع. وهناك اطباء يقومون بوصف بعض الادوية تعرفوا علي مفعولها وفاعليتها الجيدة لبعض الامراض من خلال المؤتمرات الكبيرة بدول اوربا للمريض بمصر. لذلك تجد بعض الوسطاء يقومون بتهريب هذه الادوية ويتم تداولها بالصيدليات دون رقابة.
* د.مصطفي ابراهيم "وكيل وزارة الصحة لقطاع الصيادلة السابق" قال: جميع الادوية المسجلة بختم وزارة الصحة والادارة المركزية. آمنة لحد كبير وتم توقيع الكثير من الاختبارات عليها حتي يتم الموافقة علي تداولها بالسوق المصري. وعلي المرضي التأكد من وجود رقم ترخيص الوزارة قبل الاستخدام.
* اضاف: كثير من الادوية يتم تصنيعها بطريقة خطأ وبدون اي رقابة. وتؤدي إلي الكثير من الآثار الصحية السلبية علي المرضي.