انا واحدة من متابعات هذه النافذة وممن استوقفتهم رسالة "الرؤيا والمسطرة" التي تناولتموها منذ عدة اسابيع حيث انني مررت ووزجي بظروف تشابه ظروف صاحب هذه الرسالة حين انتكست صحة ولدنا الصغير فجأة وبلا مقدمات.. وتبدأ حكايتي حين تغربت مع زوجي بحكم عمله باحدي الدول العربية ما يقرب من 20 عاماً وقد فرضت علينا ظروف الغربة نمط حياة رتيباً.. زوجي يخرج من باكر لعمله. وانا أستغرق طوال اليوم في رعاية شئون البيت والاولاد وليس لي علاقة بأحد سوي بجارتي التي توطدت علاقتي بها حتي صرنا كالشقيقتين تفضفض لي بهمومها واحلامها مثلما احدثها ايضاً .. ثم تصادف انه في الوقت الذي كنت اضع فيه اصغر ابنائي كانت هي كذلك تستقبل مولوداً جديداً وجاء الاثنان بحالة صحية جيدة وكان ابني بهي الطلعة. مشي مبكراً. واخذ يتكلم قبل موعده؛ ما جعل جارتي كلما زارتنا تعقد المقارنة بين ولدي وولدها معلقة: "ابنك سابق ابني في كل شئ". وفي الحقيقة كانت هذه الكلمات تمر علي رأسي مرور الكرام ولا تشغلني. وذات يوم من خمسة اعوام تملكتني حالة غريبة شعرت خلالها كأنني اسقط داخل حفرة مظلمة. حالة جعلتني اتذكر هذا القول: "اذا احب الله عبده ابتلاه ليعلو صوته بالدعاء".. اعقبها هاتف يحدثني كيف انني انسانة طيبة لا ابغي لغيري سوي الخير لكن الشئ الوحيد الذي فشلت فيه هو الانتظام علي الصلاة . فدعوت ربي ان يعينني عليها ويتلطف بي عند البلاء. تواصل: وفي اليوم الذي كنا نحتفل فيه بعيد ميلاده الأول لاحظت تدهور قدرته علي الكلام وعزوفه عن الاخرين. اعراض غريبة جعلتني ووالده نطرق جميع الابواب لمعرفة سر ما نزل بصغيرنا. فأخبرنا الاطباء انه يعاني من التوحد. وسيحتاج علاجه بعض الوقت. دارت الدنيا من حولي وانا اسمع هذا الكلام فتذكرت تلك العبارة التي لم تمل جارتي من تكرارها علي مسامعي: "ابنك سابق ابني".. فهتفت في نفسي انها العين.. عين جارتي التي حين اخبرتها بما حل بولدي كان ردها وكأنها تعتذر: "ربما حسدته من غير قصد".. ان ما اصابني دفعني للبحث والقراءة عن كيفية التعافي من الحسد.. فالتزمت الصلاة والدعاء إلي الله والتقرب اليه بالاعمال النافعة عسي ان يكتب لي النجاة. ومن قلب هذه المحنة اكتشفت ان السعادة ليست كما يظن -كل من يسعي للسفر والاغتراب- انها في المال بل في راحة البال والتقرب الي الله والالحاح عليه في الدعاء وانت موقن بالاجابة وهو ما حرصت عليه ولازمته في السنوات الاخيرة لأجدني امام انسانة اخري غير التي كنت اعرفها من قبل.. وتنامي هذا الشعور بداخلي وابني الحبيب يتلمس الخطي نحو الشفاء فهل ينتبه الغافلون بتحصين انفسهم من امراض الدنيا باللجوء إلي الله. م.م الدقهلية المحررة : استبدت بك سنوات الغربة وامراضها حتي القت بك في هوة سحيقة لتعصف بامانك النفسي وتدخلك في ظلمة حالكة كانت بمثابة الجدار العازل بينك وبين من حولك . هذا الجدار التي استنفرت كل طاقتك من اجل ان تنقشع ظلمته عنك وافراد اسرتك فبدأت البحث عن مفاتيح النور التي اهملت تشغيلها حتي علاها الصدأ وكادت تستعصي علي الفتح لولا ان جاءك الهاتف ليذكرك بها وانت ترقبين بقلق هذا التدهور المفاجئ بصحة صغيرك فهرعت لإدراة المفتاح الاول بالانتظام علي الصلاة التي كم شغلتك الحياة عنها وفيها ادركت انه لا ملجأ ولا منجي من الله إلا اليه ثم بحثت عن المفتاح الثاني الذي يرشدك إلي كيفية تحصين نفسك واحبابك من الحسد والحاسدين فاتجهت للبحث والاطلاع الذي اهدي اليك طوق النجاة.. والخروج من هذه الحفرة باعجوبة ثم انتقلت في البحث علي المفتاح الثالث بنذر جزء من وقتك لما فيه نفع الناس وخيرهم. امسكت بالمفاتيح الثلاثة بقبضة من حديد عازمة علي الا تضيع منك مرة اخري فبدون العودة الي الله والخضوع اليه والدعاء اليه لا تسأل عن طوق النجاة.