تعرفت عليه قدراً.. وجدته بشوشاً.. نور الإيمان يغطي وجهه.. يتحلي بأخلاق عالية وأدب جم.. ورقي في التعامل والمناقشة.. تناول معي الحوار في ود وحب.. عرفت منه أنه عائد لتوه من أداء فريضة الحج.. لمست إخلاصه وحبه الشديدين لوطنه مصر.. إنه الشهيد البطل المقدم "أحمد إبراهيم الرفاعي" الضابط بالأمن الوطني الذي صعدت روحه الطاهرة إلي بارئها متأثراً بإصابته أثناء أداء واجبه الوطني في استهداف الإرهابيين الذين اتخذوا من شقة بالمريوطية وكراً لتصنيع العبوات التفجيرية. لقد نزل عليّ خبر استشهاد المقدم "أحمد الرفاعي" كالصاعقة.. شعرت كأن الأرض تهتز من تحت قدمي.. لم أصدق الخبر المفجع وتساقطت دموعي حزناً علي فراقه.. وسرعان ما استرجعت شريط الذكريات واللقاءات والمكالمات الهاتفية معه.. وكيف كان صادق الوعد رافضاً للظلم بجميع أشكاله حريصاً علي نصرة المظلوم.. لا يخشي في الحق لومة لائم. ورغم حزني الشديد علي الشهيد البطل "أحمد الرفاعي" إلا أن عزائي الوحيد أنه الآن ولا نزكيه علي الله مع الشهداء والصديقين والصالحين وحُسن أولئك رفيقاً امتثالاً لقول الله تعالي: "¤ّلا تّحًسّبّنَّ ََّذىينّ قيتىليوا فىي سّبىيلى َلَّهى أّمًوّاتْا بّلً أّحًيّاءِ عىندّ رّبىَهىمً ييرًزّقيونّ 1⁄4169* فّرىحىينّ بىمّا آتّاهيمي َلَّهي مىن فّضًلىهى ¤ّيّسًتّبًشىريونّ بىالَّذىينّ لّمً يّلًحّقيوا بىهىم مىَنً خّلًفىهىمً أّلاَّ خّوًفِ عّلّيًهىمً ¤ّلا هيمً يّحًزّنيونّ 1⁄4170* يّسًتّبًشىريونّ بىنىعًمّةُ مىَنّ َلَّهى ¤ّفّضًلُ ¤ّأّنَّ َلَّهّ لا ييضىيعي أّجًرّ ًَميؤًمىنىينّ 1⁄4171* تحية واجبة للبطل الشهيد أحمد الرفاعي الذي ضحي بحياته حتي تحيا مصر وينعم المصريون بالأمن والأمان والاستقرار.. أما قاتلوه من الإرهابيين والخونة فسوف تظل تطاردهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.. سيظلون فئراناً في الجحور حتي الموت وإن فكروا في الخروج فمصيدة الأمن في انتظارهم. تحية إجلال وتقدير لكل شهداء الجيش والشرطة الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن في مواجهة خفافيش الظلام وعناصر الشر وأيادي الغدر وخوارج العصر والتكفيريين وإخوان الشيطان. تحية إعزاز وتقدير في عيد الشرطة لكل أسر شهداء الشرطة آباء وأمهات وزوجات وأبناء وأشقاء راجين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر علي فراقهم. إن عيد الشرطة سيظل يوماً خالداً في تاريخ الأمة رغم أنف المتأمرين والحاقدين.. وقد تجلت أسمي معاني الحب والوفاء بين المواطنين الشرفاء ورجال الأمن خلال الاحتفال بعيد الشرطة ال 64 وتبادلوا الورود والأعلام والشيكولاتة.. ورفض الشعب دعوات إخوان الشيطان بالنزول للميادين وتعكير صفو الاحتفالات بعيد الشرطة.. إن الاحتفالات برهنت علي متانة العلاقة والتلاحم بين رجال الأمن والمواطنين وليذهب أعداء الوطن وإخوان الشيطان للجحيم. وأخيراً.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا "أحمد" لمحزونون.. ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل "إنا لله وإنا إليه راجعون".. اللهم اجعل قبر الشهيد البطل "أحمد الرفاعي" روضة من رياض الجنة وألهم أسرته وزملاءه وأحبابه الصبر والسلوان.