قد لا يعلم كثيرون من عشاق السينما في مصر أن سوق الفيلم الصيني في العالم هو الأكبر مع عام 2016 و2017 وأن السينما الصينية أصبحت مجالا للاستثمار شديد الإغراء بالنسبة للاستوديوهات في هوليود. وأن إيرادات السينما في الصين عام 2015 وصلت إلي 44 بليونا بالعملة المحلية "يوان" أي ما يعادل 6.78 بليون دولار. ويعرف المهتمون بالشأن السينمائي والشغوفون بالأفلام السينمائية الصينية الجميلة في العالم وفي مصر أن المخرج الصيني زانج ييمو Zhang Yomou "مواليد 14 نوفمبر 1951" يعتبر واحدا من كبار المخرجين العالميين وانه حصل علي الأوسكار مرتين عن فيلميه ¢الذرة الحمراء¢ و¢جو دو¢ والاثنان بطولة ممثلة من أجمل جميلات السينما العالمية "جونج لي" وهي بطلة أفلامه الأربعة الأولي وكانت زوجته.. وزانج ييمو نفسه كان ضيف شرف مهرجان القاهرة 2012 وأصدر المهرجان كتابا عنه. وقد وقع هو نفسه في غرام مصر وعاد ومعه العشرات من الصور التي التقطها اثناء زيارته للمواقع الأثرية. وبالمناسبة يعتبر ¢ييمو¢ موهوبا ومبدعا عالميا في مجال التصوير الفوتوغرافي والسينمائي وأفلامه تشهد بأنه أحد عباقرة الفن التشكيلي وجماليات الصورة في أفلامه تشهد بذلك. وتعتبر الصين ¢ضلعا¢ رئيسيا ضمن ثلاثة فروع للأفلام الناطقة باللغة الصينية مع سينما ¢هونج كونج¢ وسينما ¢تايوان¢ وأنها بدأت عمل الأفلام السينمائية منذ عام 1896 وانتاجها الحالي يعتبر في المقدمة في سوق المهرجانات العالمية. ويتذكر الجمهور المصري أفلام "النمر المتربص والتنين المتخفي" 2000 وفيلم بطل "Hero" والاثنان من الانتاج المشترك ومن بين أقوي الأفلام في السوق التجاري للفيلم وقبلهما فيلم ¢مصنع الأحلام¢ الذي قدم النموذج المثالي للفيلم التجاري الناجح والذي يتمتع بمستويات فنية عالية جدا وقد أصبح يحقق أعلي الإيرادات. وحسب احصائيات 2016 فإن خمسة من الأفلام العشرة التي احتلت أعلي الإيرادات من انتاج الصين منها فيلم "مفقود في تايلاند" "2012" ويعد أول فيلم تصل إيراداته إلي البليون في شباك التذاكر داخل الصين وفيلم ¢موسترهنت¢ بمعني "صيد الوحش" 2015 ومازال معروضا وقد وصلت إيراداته إلي أعلي رقم يصل إليه فيلم صيني في السوق المحلي وفي أسواق العالم والأول الذي يحقق عائدا 2 بليون بالعملة المحلية "يوان". والصين تمتلك أكبر استوديوهات عالمية للسينما وهي تحديدا استوديوهات "Hengedian world cinema" وفي عام 2010 احتلت صناعة الفيلم في الصين المرتبة الثالثة وسط سينما العالم. وفي هوليود بولاية كاليفورنيا يتجاور أكبر وأفخم مسرحين للعرض السينمائي احدهما يحمل اسم مصر وتأسس عام 1922"جرومان ايجشيان سينما" والثاني السينما الصينية "Chinese cinema." المبنيان تاريخيان وكل منهما نموذج للفخامة والأبهة وهما متخصصان منذ البداية في العروض الأولي للأفلام السينمائية الفخمة التي تنتجهما هوليود وقد لحق بهما التطور التكنولوجي واضيف إليها تقنيات عروض ال ايماكس "Imax" والاثنان يطلان علي الممر التاريخي الاسطوري المحفور عليه اسماء النجوم وبصمات اقدامهم أو ايديهم ومنذ عام 1998 أصبحت السينما المصرية تحت إدارة السينماتيك الأمريكي "الأرشيف" وتضم أكبر شاشة عرض سينمائي في أمريكا الشمالية وأكبر عدد من المقاعد 932. ان الصداقة والعلاقات القوية بين البلدين مصر والصين علي مستوي الدولة لابد أن تقوي أكبر وأكبر علي المستوي الشعبي أيضا ومن المؤكد أن الفيلم السينمائي يمكن أن يلعب دورا كبيرا في هذا المجال ولن يتحقق ذلك علي المستوي العاطفي والوجداني إلا بمزيد من الادراك والفهم لثقافة هذا البلد العريق والتعايش مع تجليات هذه الثقافة عبر الدراما السينمائية والتليفزيونية ومن خلال الشخصيات التي تجسد الحكايات والموضوعات العاكسة لتاريخ الصين وحاضره وتطور صناعة السينما فيها وفي هذه المنطقة النافذة في قارة آسيا وكذلك الأجيال الصينية التي ساهمت في وضعها علي خريطة السينما العالمية وجعلت من سينما الصين سفيرا فوق العادة لبلادها تسجل الموجات التي حملت رياح الثورة. وشكلت ملامح الطريق الذي قطعته حتي وصلت الصين إلي قوة عظمي باتت تخشاها أمريكا. ان الصين موجودة في كل ركن في مصر من الشمال إلي الجنوب. وفي القري والنجوع ومن دون مبالغة موجودة داخل بيوت كل المصريين أو نسبة كبيرة منهم من خلال انتاجها في مجال صناعة الملابس. وصناعات التليفون والمحمول والأجهزة الكهربائية والسيارات الخ. والمفارقة العجيبة أنها ليست موجودة من خلال الانتاج الثقافي والفني بنفس القوة وقد آن الأوان لتنويع مصادر الثقافة الجماهيرية ومنها الفيلم السينمائي والدراما التليفزيونية وعرض انتاجها في قصور الثقافة.