نشرت وزارة الطيران المدني منذ أسابيع قليلة إعلانا في الصحف لفتح الباب أمام المكاتب الاستشارية الدولية لاختيار إحداها ليقوم بعمل دراسة حول كيفية قيام سلطة الطيران المدني بالتحقق من مستويات السلامة في المطارات المصرية. أثار الاعلان فضولي والكثيرين غيري خاصة ان سلطة الطيران المدني المصرية لديها من الخبرات ما يمكنها من التحقق والتأكد وقياس مستويات السلامة بالمطارات المصرية.. وتبين بعد الاستفسار عن لغز الإعلان الغريب انه أحد شروط البنك الدولي للموافقة علي منح وزارة الطيران المدني المصرية أو إحدي شركاتها قرضا لبناء مبني الركاب بمطار الغردقة. نعم من حق البنك الدولي أن يتأكد ويتحقق من معايير السلامة في المطارات المصرية قبل منح القرض.. ولكن ليس شرطا أن يعد الدراسة مكتب استشاري دولي يكون في الغالب مفروضا علينا من البنك الدولي كما فرضوا علينا "فرابورت" الألمانية لإدارة مطار القاهرة. وحتي إذا اشترط البنك الدولي مثل هذا الشرط وجب علينا ألا نستسلم ونسلم من أول وهلة.. بل كان يتعين علي القائمين بالمفاوضات مع البنك أن يطلبوا مشاركة خبراء من مصر بنسبة 50% وال 50% الأخري من أحد المكاتب الدولية لنضمن صدق الدراسة خاصة ان لدينا خبراء مصريين دوليين في هذا المجال منهم علي سبيل المثال المهندس مراد شوقي أحد أكبر الخبراء الدوليين في مجال السلامة الجوية ولدينا أيضا أبوالسعود الكريمي الخبير الدولي الذي استمر بعد تمثيل مصر في المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكا" مبعوثا اقليميا للمنظمة الدولية في مصر لسنوات طويلة.. ولدينا أيضا محمد عباس رئيس الإدارة المركزية الحالي بسلطة الطيران المدني.. وغيرهم الكثيرون من الخبراء الدوليين السابقين والحاليين ومنهم من تستعين به المنظمة الدولية للتفتيش علي السلامة في مختلف مطارات العالم! وعمار يا مصر! سؤال غير بريء: سألني صديقي الخبيث إياه عن لغز السباق المحموم من بعض فريق الحرس القديم لتجميل بعض الوجوه القبيحة منذ تولي الطيار لطفي مصطفي كمال حقيبة وزارة الطيران المدني الأسبوع الماضي؟!