استغاثت بنا كآخر باب تطرقه بعد ان ذابت قدماها من التردد علي المسئولين والجمعيات الخيرية ولم تجد من يقف معها أو حتي يسمعها.. قالت اسمي جميلة فشلت حياتي الزوجية في بدايتها وعدت لبيت أبي أحمل لقب مطلقة. كنا نقيم أنا وأبي وأخي الوحيد وشقيقتي الصغري أما أمي فرحلت منذ سنوات فعشنا جميعا في كنف أبي حياة بسيطة بحجرة صغيرة ولكن كلها حب ودفء حتي رحل ابي وقام أخي مقامه حتي بعد ان تزوج ورزقه الله بطفلة لم يقصر معي وأختي ووسعتنا جميعا الحجرة الصغيرة. ومنذ حوالي عام تعرض شقيقي لحادث أثناء عمله عندما سقط علي ذراعه باب حديد كبير أدي الي كسور مضاعفة بالذراع والكتف أقعده عن العمل. خرجت للعمل في البيوت لأتحمل عنه المسئولية ولكن عاجلني المرض فأصبت بفشل كلوي وتقرر لي ثلاث جلسات غسيل اسبوعياً. لم تتحملنا زوجة أخي وقامت بطردي أنا وشقيقتي في الشارع وعندما عاتبنا أخي ولم يكن بيده ما يقدمه لنا اختفي من حياتنا ولا نعرف أين ذهب. والان مضي علينا أكثر من شهر أنا وشقيقتي ونحن في الشارع فتدهورت حالتي الصحية حيث أخرج من جلسة الغسيل وأنا منهمكة أحلم بالنوم والراحة ولكن من أين لي بهما وأنا أنام علي الرصيف وسط أصوات المارة والحيوانات. تعبت وأخشي علي شقيقتي من الذئاب البشرية ولا أقدر علي حمايتها فهل يصل صوتنا الي المسئولين وأهل الخير.