أكبر وأشهر مؤسسة في مصر والعالم تاريخها يعود إلي أكثر من ألف سنة أصبحت ملطشة لكل من هب ودب.. إنها مؤسسة الأزهر الشريف التي أمدت العالم كله بصحيح الدين الإسلامي وكانت علامة فارقة في حمل شعلة هذا الدين تنير به دروبه المظلمة وتفتح به آفاق العزة والكرامة للانسانية. هل هي حملة ممنهجة وراءها أهداف خبيثة للنيل من هذا المنبر الذي علا صوته ليسمع أنحاء الكرة الأرضية بآية تحمل في طياتها كل معاني الخير والسلام "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا". تاريخ مجيد وموروث تليد أسس علي تقوي من الله وبعد أن رفع أعلامه شيوخ أجلاء وأساتذة عظماء وكان مصدر إلهام للوطنية ومدافعا عن الحمي وعاش علماؤه متواضعين غير منكسرين.. الجميع يكن لهم الهيبة والوقار.. كانوا معطائين تعلموا وعلموا فانتشر تلاميذهم في بقاع الأرض وتبوأوا مكانة عالية بعلمهم وعطائهم. العالم كله يشيد بمؤسسة الأزهر الشريف.. وهناك قلة حاقدة عليه ممن ينتمون إلي مصر إسما وليس وطنا.. يحاولون خنق هذه المؤسسة والتضييق عليها.. وليس ذلك فقط.. بل انهم يستعدون الدولة للحط من شأنها وإهدار تاريخها.. يشيعون ان هذه المؤسسة إرهابية. قبل أيام هاجم مختار نوح المنشق عن جماعة الإخوان مؤسسة الأزهر ووصفها بأنها منبع الإرهاب.. وقبله إسلام بحيري الذي أراد أن يشكك في السنة النبوية.. ورفع بعضهم قضية ضده ونال حكما بالسجن لمدة سنة. الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أكد انه راجع ما يقوله الباحث إسلام بحيري منذ فترة فوجده منقولا عن مراجع وكتب شيعية.. وقال ان التزييف في السنة النبوية هو هدم للأصول التشريعية الإسلامية. أضاف الدكتور كريمة: من يقبل ان يوصف الإمام الفقيه أحمد بن حنبل ب"حمادة".. نحن لسنا في حارة ولم نتعامل مع غلمان ولا صبيان حتي يأتي علينا من لا علم له. أشار أستاذ الشريعة ان بحيري جمع بين عدم الأمانة في النقل وفحش القول ويحاول هدم الأصول التشريعية الإسلامية.. بحيري أخذ من كتب الشيعة وأبرزها "الكافي في الأصول" لليعقوبي و"تهذيب الأحكام" للصوفي.. ومقدمة "موسوعة الفقه المقارن" للشيعة الإمامية طبعة بيروت. والآن جاء دور الدكتور سيد القمني ليشن هجوما حادا علي مؤسسة الأزهر معتبرا ان الرئيس عبدالفتاح السيسي اخطأ بتكليف الأزهر بتجديد الخطاب الديني.. وان الرئيس ليس بعيدا عن الخطأ كأي انسان. رفض القمني وصف الأزهر ب"الشريف" وقال إن الإمام الأكبر موظف في الدولة ووصف الأزهر بهذه الصفة يمنحه رتبة اجتماعية وسلطوية فوق كل السلطات معتبرا هذا "عبث"!! وقال إن الدولة صنعت مؤسسة دينية لا تختلف عن كنائس العصور الوسطي!! قرر الأزهر الشريف اقامة دعوي قضائية "جنحة مباشرة" ضد الدكتور سيد القمني لتعمده الإساءة وتشويه مؤسسة الأزهر بالسب العلني.. ولأنه طالب بادراج الأزهر كمنظمة إرهابية. قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية ان حبس إسلام بحيري أثار القمني وأمثاله في حالة من الفوضي الإعلامية للهجوم علي القضاء ودستور مصر وقوانينها في شكل هجوم وجه للأزهر حيث حبسه القضاء ولم يحبسه الأزهر. وقال الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر انه إذا كان فكر الأزهر إرهابيا فإننا نتعبد إلي الله بهذا الإرهاب.. وعلي القمني أن يعرفنا أين الوسطية إذا كان الأزهر إرهابيا!! إننا نطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يحمي الأزهر الشريف من هذه الهجمة الشرسة المغرضة.. فالأزهر مؤسسة عالمية وليست مصرية فقط.. وهو يحمل لواء الدين الإسلامي السمح.. وليس طلب الرئيس لمؤسسة الأزهر بتجديد الخطاب الديني ان هذه المؤسسة متخلفة وإرهابية بل هي منارة هذا الدين وسط ظلام الفكر المتشدد الذي لم يكن الأزهر سببا فيه وإنما هناك عوامل أخري ساعدت علي انتشاره. وأخيرا.. نقول للناقمين علي الأزهر الشريف ما قاله أحد الشعراء: كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهي قرنه الوعل