بيروت رويترز: شن الجيش السوري والميليشات المتحالفة معه هجوما في هضبة الجولان في تحرك قال مسلحو المعارضة إنه جزء من هجوم كبير لاستعادة الأراضي التي خسرتها القوات الحكومية في جنوب البلاد علي مدي الأعوام الثلاثة الماضية. وقال المسلحون إن الهجوم بدأ عندما اقتحم الجيش قرية الصمدانية الغربية قرب الحدود مع إسرائيل. قال الجيش إن القرية أصبحت تحت سيطرته لكن مقاتلين في المنطقة قالوا إن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة. وقال سكان ومسلحون إن القوات الحكومية تقدمت تحت ستار الأمطار والضباب صوب بلدة الحمدانية الاستراتيجية في هضبة الجولان السورية التي خسرتها قبل عامين. وقال أبو يحيي المتحدث باسم فصيل ألوية الفرقان إن الجيش شن هجوما واسعا علي القريتين تحت ستار الضباب الكثيف حيث انخفض مدي الرؤية لبضعة أمتار. ووقعت الهجمات في محافظة القنيطرة وهي منطقة حساسة علي بعد نحو 70 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق. وشهدت معارك متكررة بين عدة جماعات مقاتلة والجيش السوري والفصائل المتحالفة معه. وقال عضو في جماعة سيف الشام إن الجيش يعتمد بشكل كبير علي القوات البرية والقصف المدفعي العنيف. وبسبب القرب من الحدود الإسرائيلية يصعب علي الجيش استخدام السلاح الجوي بشكل مكثف. واحتلت إسرائيل جزءا من هضبة الجولان من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها لأراضيها في وقت لاحق. ويتنامي القلق في إسرائيل بشأن وجود جماعة حزب الله اللبنانية حليفة الحكومة السورية في القنطيرة. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن سمير القنطار القيادي بحزب الله الذي قتل في دمشق قبل أسبوعين كان مشاركا في هجوم آخر نُفذ هذا العام في القنيطرة. ورحبت إسرائيل بمقتل القنطار لكنها لم تؤكد أنها نفذت الهجوم الذي قتله. ويعد هجوم القوات الحكومية في القنيطرة الأول من نوعه في الجنوب منذ انضمام روسيا للحرب في 30 سبتمبر دعما لحليفها الرئيس بشار الأسد. جاءت هجمات الاخيرة بعد أيام من هجوم علي بلدة الشيخ مسكين التي شهدت أعنف حملة قصف جوي روسي حتي الآن في الجنوب. وقال قائد إحدي جماعات المعارضة المسلحة في المنطقة إن روسيا نفذت مائة غارة جوية علي الأقل ضد مواقع الجماعة خلال يومين. وأضاف أن الحملة الجوية الروسية قلبت موازين المعركة لصالح الحكومة. لكن القوات الحكومية خسرت ما كسبته في البداية وتم صد الجيش. وقبل مساعدة روسيا كانت الحكومة قد شنت هجوما في الجنوب في فبراير الماضي لكنها فشلت في تحقيق تقدم بعد شهور من الهجمات ويبدو أن الشيخ مسكين هي الهدف الأساسي لأحدث هجوم. وتقع البلدة علي واحدة من أهم طرق الإمداد من دمشق إلي مدينة درعا بالقرب من الحدود مع الأردن. وسوف تتيح سيطرة الجيش علي الشيخ مسكين أن يتقدم جنوبا صوب بلدات أخري يسيطر عليها المقاتلون. وسيطر المقاتلون علي نحو 70 في المائة من ريف القنيطرة علي مدي ثلاثة أعوام لكنهم فشلوا هذا العام في السيطرة علي مدينتي البعث وخان أرنبة. وقال مقاتلان في المنطقة إن مدينة البعث التي تعتبر العاصمة الفعلية لمحافظة القنيطرة قُصفت بالمورتر ردا علي هجوم الجيش.