في مهنة الصحافة صنفان من الصحفيين . الأول ميداني يستقي معلوماته ومادته من قلب الحدث مباشرة فيحقق التميز والسبق والانفراد. والثاني يكتفي بالجلوس في مكتبه وتلقي الفاكسات والإيميلات. جمال عقل نائب رئيس تحرير الجمهورية والمشرف علي ملحق ¢ دموع الندم ¢ من الصنف الأول الذي يعد الشارع والميدان مكتبه وبيته ومعمله. استوعب أن الصحافة مهنة البحث عن المتاعب . وأن من تعب وغامر.حتي بحياته .لابد أن يحصد النجاح في النهاية. في كتابه الجديد ¢ صحفي متجول في دنيا الجريمة ¢ تجارب ومغامرات مهمة لأي صحفي يسعي لأن يكون مختلفاً ومتميزاً في عمله. لم يكتف جمال عقل بكونه محرراً للحوادث يلتقي بالقتلة والسفاحين والزوجات الخائنات وقاتلات الأزواج . ويذهب إلي أوكار المخدرات والدعارة متنكراً في زي صعيدي أو مدمن أو طالب متعة . لكنه تجاوز ذلك بالذهاب إلي ميادين القتال والحروب في العراق وسيناء ودخل معسكرات تدريب وإيواء الإرهابيين والتقي بالمطاريد في أحضان الجبال. يصيغ جمال عقل موضوعاته في قوالب قصصية تجذب القارئ وتجعله يواصل القراءة. ليستمتع أولاً بالسرد . وثانياًليأخذ العبرة والعظة. فالكتابة علي قدر تبسيطها وقدرتها علي التسلية . تؤثر في وعي القارئ وتطوره. الكتاب في مجمله رسالة مهمة يبعث بها جمال عقل إلي كل صحفي شاب مفادها أن الصحافة لاتعرف الراحة ولاتعرف الجلوس في المكاتب وأن مكان الصحفي هو الشارع والميدان حتي يكون صادقاً وفاعلاً ومختلفا.