كان اشتراك مصر في حرب 1948 خطأ فادحاً.. فلم تكن مصر مستعدة لهذه الحرب هذا ما رآه الرئيس الراحل محمد نجيب الذي كان أحد قادتها وقال في مذكراته انه كان يري منذ البداية ان لا ندخل حرباً نظامية ولكن الواجب المشاركة في حرب عصابات تتم مع باقي فصائل المقاومة. فالحرب النظامية تعطي الصهاينة ذريعة ليمارسوا حقهم كأقلية في الحرب من أجل تحقيق هدفهم وهو الاستيلاء علي الأراضي أما حرب العصابات.. فهي حرب خفية لا يظهر فيها المحاربون ولكنهم يثيرون الذعر في القلوب وبالتالي كانت ستؤثر إعادة دستور 23 الذي كان مطبقاً في مصر قبل الثورة وأعلن أيضاً ان هذا الاقتراح هو أسرع الحلول لانقاذ البلاد من كارثة محققة!! وقد اغضبت هذه الاقتراحات جمال عبدالناصر واعضاء مجلس الثورة واعتبروا أن هذا الرأي انحياز لمحمد نجيب. وتشير وثائق الثورة إلي أنه في الفترة من 26 إلي 29 مارس 1954 زحفت إلي مجلس الدولة مظاهرة غاضبة هتفت بسقوط السنهوري واشارت صحيفة الأخبار إلي ان السنهوري سيرأس الجمعية العمومية لمجلس الدولة وانها علي وشك اصدار قرار ضد مجلس الثورة.. وكان هذا الخبر عارياً تماماً من الصحة وان السنهوري اتصل بعبدالناصر ونفي الخبر المنشور جملة وتفصيلاً قائلاً أن الجمعية العمومية لمجلس الدولة كانت مدعوة لبحث ترشيح مستشار لمحكمة القضاء الإداري.. لكن المتظاهرين هتفوا ضد السنهوري هتافات تقول "الموت للسنهوري والموت للخائن".. وعندما حاول الخروج ليخطب في المتظاهرين انقضت الجماهير الزاحفة عليه واوسعوه ضرباً..!! وقال السنهوري بعد ذلك انه سمع ان الذين اعتدوا عليه هم صولات من الجيش وقد ارتدوا الملابس المدنية.. وسمع ايضاً من قال لصلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة اذن لماذا ارسلتمونا للاعتداء عليه!! واضح ان ما حدث كان تدبيراً متعمداً تماماً كما حدث في ظل النظام السابق عندما كان يتم الاعتداء علي شخصيات معارضة.. دون ان يظهر المعتدي..!