* لعلنا تابعنا ما حدث في حفل ملكة جمال الكون. وتتويج المنافسة بدلاً من الفائزة. ولمن لم يتابع وكان مشغولاً مثلي في حاجات من عينة ميكنة الامتحانات التي علي الأبواب. أو تراخيص مشروعات قناة السويس التي أصبح يمكن استخراجها عبر الإنترنت. أو موضوع الانفجار الثاني الذي حدث بجوار فندق قُضاة الانتخابات بالعريش. أو فوز المكتب السياحي المصري بجائزة العام ببكين. أو انطلاق رالي الدراجات النارية من الغردقة للأقصر. تنشيطاً للسياحة. أو محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة. التي غيرت اسم حفيدة الفنانة والمنتجة اعتماد خورشيد. ليكون مريم بدلاً من اعتماد. لعدم الخلط بينهما. إلي غير ذلك من وجع الدماغ. أقول إن الكوميدي الأمريكي المخضرم "ستيف هارفي" ارتكب أكبر خطأ في تاريخه المهني خلال تقديمه حفل ملكة جمال الكون. عندما أخطأ في إعلان اسم الفائزة وهي ملكة جمال الفلبين. وتوج منافستها ملكة جمال كولومبيا قبل أن يعود ويطلب منها التنازل عن التاج. يا عين.. بعد أن غادرت ملكة جمال الفلبين لتقب بجانب ملكة جمال أمريكا أوليفيا جوردان التي جاءت في المركز الثالث. وبدأت ملكة جمال كولومبيا بتحية الجمهور. بعد أن ارتدت التاج. قاطعها هارفي معناً أن الوصيفة الأولي هي ملكة جمال كولومبيا. عارضاً ورقة النتائج أمام الكاميرات. مما أثار استنكار ودهشة الحاضرين. وأحدث ارتباكاً واضحاً علي ملكة جمال الفلبين. ناهيك عن موجة السخرية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي. ووصلت إلي مطالبته بالاعتزال. أنا عن نفسي صرخت لحظتها من شدة إحساسي بالظلم الذي وقع علي ملكة جمال الفلبين. وقلت: حرام عليك يا هارفي يا وحش. طبعاً أنا زعلان جداً علي ملكة جمال الفلبين التي أخذت "بمبة" وزعلان علي ملكة جمال كولومبيا التي ينطبق عليها المثل "جت الحزينة تفرح". وزعلان أيضاً علي هارفي الذي أضاف بقعة سوداء في تاريخ مشواره المهني. ولست مع القائلين عن الحدث إنه تافه. لأن من يقول ذلك تافه. تافه. تافه.. إذ لا يجوز أن نكون متخلفين عن ركب أمريكا وعن متابعة مثل تلك الحوادث الجلل. التي تهز عرش إعلامي كبير مثل هارفي. نعم أنا أسخر بمرارة من هذا العالم المخملي الذي باتت تفاصيله الصغيرة والكبيرة تشغل بالنا دون أن ندري أننا أصبحنا ضحايا هذا التردي الأخلاقي والسلوكي الذي تدور رحاه لتطحن كل قيم الفضيلة والعفة داخلنا. نعم أنا أستاء وأمتعض وأكظم غيظي من تلك المساحات التي تناولت الحادث علي مستوي الإعلام. وكأن ذلك الخطأ الذي وقع فيه هارفي أهم بكثير من تلك المذابح التي باتت هي الأخري في كل مكان دون أن تلفت انتباهنا. إنه العالم الذي يمتطي شهوته. ويسبح بحمد الرغبة. ويسحق الروح. وهو موضوع الكتاب الشيق بأسلوبه الأدبي ومعلوماته العلمية الثرية. الذي قرأته لكاتبنا الأديب محمود ماهر زيدان. وسوف أتناوله الأسبوع القادم إن شاء الله.