المودة والرحمة أساس البيت الناجح الذي يبني المجتمع الصحيح.. ومن الضروري أن يسعي الزوجان إلي تحديد دور كل منهما في البيت حتي يتحقق لهما النجاح ولكن هناك الكثير من الأزواج.. وخاصة في مجتمعنا الذكوري يصرون علي اتباع المنهج الديكتاتوري داخل منزله.. فلا يكون هناك رأي إلا رأيه هو باعتباره سيد المنزل ومن هنا تنشأ المشاكل التي تهدد عش الزوجية.. ويؤدي في أغلب الأحيان إلي ابغض الحلال "الطلاق". والسؤال: كيف تتعامل المرأة مع زوجها الديكتاتور؟! في البداية تقول د.سامية الساعاتي استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة: الزوج الديكتاتور ترجع شخصية في الغالب إلي تنشئته الاجتماعية.. وهو عندما كان طفلا كان يشاهد والده يعنف والدته ولا يسمح لها بإبداء رأيها في أي مشكلة وبالتالي يختزل هذه المشاهد في ذاكرته عندما يكبر وتصبح هذه الذكريات جزءا من شخصيته وعندما يصبح مسئولا عن زوجة وأولاد تتولد لديه شخصية "ديكتاتورية" نتيجة هذه التربية ويصبح عاجزا عن أن يصنع شيئا لأسرته خاصة عندما يجد زوجته في مكانة مرموقة وتعتبر شخصية محورية داخل الأسرة فلا يجد أمامه سوي أن يصبح الآمر الناهي! أضافت أن هذه الشخصية تكون معقدة ومريضة وتسعي لإثارة المشاكل داخل البيت مما يؤدي إلي عدم استقرار الأسرة مشيرة إلي أن المجتمع الذكوري هو أحد أسباب هذه الظاهرة. أشارت د.سامية إلي أن هناك مشكلة أكبر ترشح فكرة الزوج الديكتاتور وهي عندما تذهب الزوجة إلي بيت أسرتها.. وهي في حالة غضب من معاملة زوجها لها تجد أن الأم تجبرها علي العودة إليه من أجل أولادها وحتي لا يتطور الأمر إلي الطلاق مؤكدة علي أن هذا الأسلوب خاطئ ويؤدي إلي أن يكون الزوج أكثر ديكتاتورية. أكدت علي ضرورة ان تكون العودة بشروط وفي حضور حكماء سواء من الأسرة أو الأصدقاء حتي يجد أمامه رجلا في أسرتها يستطيع أن يقف أمامه وبالتالي يعمل له ألف حساب لأن الزوجة مهما كانت شخصيتها قوية لا تستطيع بمفردها أن تقف أمام الرجل الديكتاتور. وتري د.زينب شاهين استاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة ان فترة الخطوبة تكون فرصة أمام الفتاة للتعرف علي طبيعة خطيبها ومعرفة عيوبه مشيرة إلي أن من أخطر عيوب الرجل أن يكون ديكتاتوريا. وإذا تبينت الفتاه هذا العيب عليها التراجع علي الفور.. لأن هذا العيب صعب علاجه ولا يكون أمام الزوجة للتعامل مع الزوج الديكتاتور سوي طريقين الأول أن ترضي بقسمتها وتتعاش معه علي هذا العيب وتقدم تنازلات وأما الطريق الثاني فهو الانفصال عنه. ونقول د.سهير سند أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: ان شخصية الزوج الديكتاتور تتسم بالعنف والعصبية وبالتالي يجب علي الزوجة التعامل معه بحذر شديد فعندما يبدأ الزوج في مرحلة العنف كوني انت هادئة ومتماسكة ولا تقفي بخنوع واستسلام بل استمعي له جيدا واشعريه بقوتك وقدرتك علي الرد ولا تقولي له كلمة "اهدأ" أو ان ما تفعله خطر علي صحته لأن مثل هذه الكلمات تزيده غضبا ويمكن استبدالها بكلمات "انت علي حق وتعال نفكر سويا كيف تعالج هذا الأمر" وعندما يهدأ ابدئي التحاور معه في هدوء.. ولا تقاطعينه أو تأخذي أشيائك وترحلي من البيت.. أكدت د.سهير أن من أسباب حالات الطلاق التي تتزايد في مجتمعنا هو الزوج الديكتاتور والزوجة العصبية. وتري د.هناء المرصقي استاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: ان علي الزوجة تطبيق المثل الشعبي الذي يقول "زوجك علي ما تعوديه وابنك علي ماتربيه" مشيرة إلي ضرورة ان تكون فترة الخطبة "معقولة" وكافية حتي يتعرف الخطبان علي بعضهما البعض وتكون الفتاة قادرة علي اكتشاف عيوب خطيبها وبالتالي تختار طريقها من البداية.. أضافت قائلة: إذا اختارت الفتاة زوجها وهي تعرف أنه ديكتاتور ولا يتقبل الرأي الآخر فإن عليها أن تقبل بالأمر الواقع ولا تشكو لأحد بعد ذلك.. أشارت د.هناء إلي أن أول خطوة في الحياة الزوجية هي الحسم والاصرار علي المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة والتأكيد للزوج ان "بدا" واحدة لا تصفق ولابد من العمل الجماعي حتي يتحقق لهما النجاح في الحياة الزوجية وان التسلط والإكراه لن يحقق أي نجاح. يقول د.أحمد البحيري استاذ الطب النفسي ان تركيبة الشخصية الديكتاتورية ترجع إلي النرجسية والشعور بالعظمة مشيرا إلي أن الزوج الديكتاتور لا يسمح بأي حوار أو مناقشة ويعتبر نفسه هو صاحب الرأي السديد وان آراء الزوجة غير جديرة للمناقشة!! أضاف أن الزوجة الناجحة هي التي تعرف كيف تروجن زوجها.. خاصة أنها هي مركز الأسرة والمركز بأنها هي الطرف الأقوي.. لذلك ابتعدي عن التوتر وكثرة الكلام والحركة والزوجة وهبها الله الفطنة والكياسة وتتمتع بعلاقات ايجابية ثرية ومشعة وتكون هي القلب الحنون المشع في أسرتها. تقول ه. م ليسانس آداب دفعة 2012 انها تزوجت منذ عام ونصف من مهندس زراعي يعمل في إحدي الشركات الخاصة.. وأصر علي أن اترك عملي من اجل الحياة الزوجية وكانت تلك البداية وبالفعل قدمت استقالتي للشركة التي كنت أعمل بها ارضاء له وبعد ذلك فوجئت بأن شخصيته مختلفة عما كنت اعرفه أيام الخطوبة حيث تحول إلي شخص آخر أي "ديكتاتور" يمنعني من الخروج لزيارة أسرتي إلا في الوقت الذي يراه مناسبا له بالرغم من أنه يصر علي إني ازور أسرته بالإكراه وبقرار منه وأصبح هو الأمر الناهي في اتخاذ جميع القرارات وممارسة العنف بالضرب والسب فقررت الطلاق وانا الآن في ظل تحقيق ذلك وأن أهله لهم دور كبير في تحقيق الطلاق بأسرع وقت أكثر من ذاتي!! تضيف ن. س ربة منزل انني متزوجة منذ 5 سنوات.. وأن المشاكل بيني وبين زوجي لا تنقطع علي الإطلاق بسبب عدم استقراره في أي عمل.. وهذا ما يؤرقني دائما فهو "محاسبا" ودائم التغير من عمل لعمل.. ومن شركة لشركة وهذه القرارات يأخذها بمفرده ولا يسمع لنصيحة احد فهو "ديكتاتور" فاشل ولذلك طلبت الطلاق الآن بالرغم من أن لدي ابنه عمرها 3 سنوات وفضلت الانفصال وتركة تماما لأنه لا يعتمد عليه وانا الآن علي أبواب عمل "كمدرسة" بإحدي المدارس الخاصة لأن مثل هذا الزواج تصبح نتائجه تبوء بالفشل الذريع. وتؤكد أ.م ربة منزل ان زوجها توفي منذ أكثر من عشر سنوات وهي جدة ل 4 أحفاد ولكن عانت الأمرين من زوجها الديكتاتور بكل معاني الديكتاتورية ولكنها "صبرت" علي تلك الزيجة من اجل أولادها الأول أصبح مهندسا والابنة طبيبة أسنان وتزوجا وانجبا.. تقول وكان زوجي يأخذ القرار بمفرده دون ان مشاركة فعلي سبيل المثال كنت أقطن بمنطقة "المنيل" وجدته فجأة وبدون مقدمات اخذ شقة أخري في المعادي وتركنا المنزل بقرار منه دون مشاركتنا وجميع تفاصيل حياتنا علي هذا النهج الديكتاتوري وواجهتني صعوبات ومشاكل عديدة من هذا الاسلوب ولكن كل هذه الضغوط جاءت علي حياتي وكياني!!