كانت مصر رائدة صناعة المعارض علي مستوي منطقة الشرق الأوسط قبل عدة عقود من الزمان وكان اشهر معرض دولي يقام علي ارضها وهو سوق القاهرة الدولي الذي يعقد منذ نحو 48 عاما وكان مصدر جذب لاكبر الدول واشهر الشركات العالمية والاقليمية قبل أن تتراجع أهمية المعرض وتقلص عدد الدول المشاركة فيه في السنوات الاخيرة خاصة بعد الثورة. وفي الوقت الذي فقدت فيه صناعة المعارض المصرية بريقها وجاذبيتها شهدت هذه الصناعة تطوراً كبيراً ونجاحاً باهراً في مدينة صغيرة الحجم وعدد السكان لكنها كبيرة الامكانيات. دقيقة التنظيم. شديدة الجاذبية للعارضين دولا وشركات. لتصبح احد الوجهات العالمية في هذا المجال ولتصبح هذه الصناعة من أهم مصادر الدخل القومي لها. استطاعت دبي في سنوات قليلة أن تحقق قفزات كبيرة في هذه الصناعة لتفوز بتنظيم واحد من أهم المعارض الدولية وهو اكسبو والذي تنظمه دولة الامارات عام 2020. ويتوقع مسئولون اماراتيون أن يصبح الدخل القومي لدبي من مصادر غير نفطية بنسبة 100% خلال سنوات قليلة. ومنذ ايام شهدت المدينة اهم معرض اقليمي في مجال مواد البناء والتشييد والصناعات المرتبطة بها وهو معرض الخمسة الكبار "Big 5" وهو أكبر معرض اقليمي من نوعه. وشارك فيه نحو 2800 عارض من نحو 140 شركة مصرية من خلال هيئة المعارض المصرية التي اشرفت علي تنظيم المشاركة بالتعاون مع المجلس التصديري لمواد البناء وذلك من خلال برنامج دعم المعارض الخارجية كجزء من هدف المشاركة كان البحث عن موضع قدم في السوق الخليجي لمن لم يدخله من قبل. فيما كان هدف من يصدر بالفعل للخليج هو زيادة مساحته في السوق والنفاذ الي اسواق اخري مثل الاسواق الافريقية أو اوروبا الشرقية. المنافسة شرسة من منافسين اقوياء في مقدمتهم الصينيون والاتراك الذين شاركوا بكثافة في المعرض فضلا عن المنتجات الاماراتية والاوروبية. قال جورج جميل صاحب احدث شركة مصرية في قطاع السيراميك تشارك في المعرض لأول مرة. انها أول تجربة لنا في معرض الخمسة الكبار نحاول من خلالها غزو اسواق الخليج. وكانت منتجات الشركك بمختلف انواعها موضع اعجاب كثير من زوار المعرض من حيث جودة المنتج وافكاره المبتكرة ومن حيث السعر المنافس. مشيراً إلي أنه سوف يتابع هؤلاء الزائرين علي امل حدوث تعاقدات عادة ما تحدث بعد انتهاء المعرض. ورغم انها واحد من اكبر ثلاث شركات مصرية في مجال صناعة الزجاج إلا انها تشارك ايضا للمرة الاولي في المعرض. ويقول محمد خطاب رئيس الشركة انه كان يتابع المعرض خلال دوراته السابقة ووجد انه معرضاً عاماً يجتذب العارضين من مختلف دول العالم وهو ما شجعه علي المشاركة خاصة وأن جانب كبير من انتاج الشركة مخصص للتصدير حيث يزيد انتاج الزجاج في مصر عن حاجة السوق المحلي مشيراً إلي انه يستهدف التوسع جغرافيا إلي اسواق جديدة بخلاف المتواجد فيها حاليا وهي اسواق اوربا وامريكا اللاتينية خاصة وأن لدي الشركة خطة توسعية من خلال انشاء خطوط انتاج جديدة. وبحسب خطاب فان منتجات الشركة اجتذبت زائرين من الهند وإيران وتركيا وشرق افريقيا متوقعاً أن تسفر مشاركته في المعرض عن بعض التعاقدات..و يري خطاب أن نقص الخطوط الملاحية بين مصر والاسواق الافريقية تعوق الصادرات المصرية اليها علي الرغم من افريقيا لديها اسواقاً واعدة امام المنتج المصري وقال أن الشركة لديها توجه عام للاسواق الافريقية لافتا إلي أن افتتاح الطريق البري بين مصر والسودان ادي إلي تواجد قوي للمنتج المصري في السودان. يتمني خطاب أن يري مثل معرض الخمسة الكبار حجما وتنظيما في القاهرة مشيدا بنظام المعرض واسلوب تنظيمه والخدمات التي يقدمها للعارضين. تري ناديت موسي مسئول المبيعات بالشركة أن هناك منافسة كبيرة للمنتج المصري من جانب الصين وفرنسا وبلجيكا واليابان مشيرة إلي أن زيادة تكلفة المنتج المصري بعد رفع سعر الطاقة والغاء الدعم فضلا عن ارتفاع تكلفة المادة الخام المستوردة علي خلفية زيادة سعر الدولار في السوق المحلي وهو ما يحد من تنافسيه المنتج المصري لافتة إلي أن الشركة تستهدف اسواق الخليج وباكستان والهند وإيران. ويخطط المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والزجاج لزيادة صادرات القطاع والتي شهدت تراجعاً العام الماضي بنحو 25%. وتقول حنان إسماعيل المدير التنفيذي للمجلس أن "حال هذه الصناعة وقف من أيام الإخوان" مشيرة إلي أن الاخوان حاولوا تشكيل مجلس تصديري للخامات لتصديرها دون قيمة مضافة وقد وقفنا في وجه ذلك. ولفتت إلي أن مشكلة الطاقة كانت احدي المشاكل الكبيرة التي واجهت صناعة مواد البناء كاشفة عنان نمو 12 شركة بالقطاع انتهت من بناء 12 محطة كهرباء خاصة بها لتوفير احتياجتها من الطاقة وسوف تبيع الفائض للشركات الاخري. وامدت اسماعيل علي ضرورة الغاء جميع القرارات المعوقة للصادرات إلي جانب انشاء شباك واحد تقدم جميع الاوراق والمستندات من خلاله. وفيما يختار المجلس التصديري للشركات العارضة. تقوم هيئة المعارض بتنظيم المشاركة وقالت ناريمان شحاتة رئيسة الجناح المصري أن الدعم المقدم للشركات يشمل الشحن والدعم التقني واللوجستي مشيرة إلي أن الهيئة تتابع نتائج المعرض مع المجلس التصديري لمواد البناء والتشييد. كما بدأ المعرض بصورة شديدة التنظيم والدقة انتهي كذلك بعد اربعة أيام من الانعقاد. ليشد العارضون رحالهم عائدين لبلادهم في انتظار حصاد ثمار المعرض. وهناك سؤال ظل الوفد المصري من عارضين ومنظمين يردده وهو: هل نستطيع في مصر تنظيم مثل هذا المعرض؟! وهل تعود القاهرة من جديد لتكون حاضرة صناعة المعارض. وهل تنجح وزارة الصناعة والتجارة في خطتها لتطوير هذه الصناعة ومنظومة المعارض التي أعلن عنها المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة لتصبح المعارض طوال شهور العام وليس في المواسم فقط؟؟