الإعلامي عمرو أديب يريد أن يقنن الرشوة ويجعلها أساساً لحصول الناس علي حقوقهم حتي لو كانت هذه الحقوق قانونية.. بهذا المنطق لا مانع لديه أن يقبل الموظف العادي رشوة من أحد أصحاب المصالح يدفعها في شكل جنيهات أو علي هيئة هدايا عينية.. ومادام هذا الموظف العادي قد قبل الرشوة فلا مانع أن يقبلها من هو أعلي منه حتي ولو كان وزيراً!!! هل من حقك يا أستاذ عمرو وأنت تذيع هذا الكلام من خلال قناتك الفضائية ويسمعها أو يشاهدها آلاف المتابعين للبرامج التي تقدمها أن تنشر الفساد بين الناس بدلاً من أن تنشر الفضيلة التي يجب علي الإعلام أن يرسخها ويحارب من أجل أن تسود المجتمع؟! هل هذا مفهومك للإعلام في رأيك؟! الإعلامي عمرو أديب يعقب كما ذكر الموقع الالكتروني لليوم السابع علي سؤال الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد إطلاق مشروع شرق التفريعة حول تخوف رجال الأعمال من الاستثمار في مصر قائلاً: بعد اللي حصل مع 2 من رجال الأعمال فطبعاً لازم يخافوا.. في إشارة منه إلي رجلي الأعمال أيمن الجميل وصلاح دياب. قال عمرو أديب ضمن ما قاله: "طبعاً رجال الأعمال اللي شافوا أيمن الجميل اللي عشان ياخد أرضه وقع لعملية رشوة فلازم يخافوا". ثم اردف قائلاً: إنه بعد قضية وزارة الزراعة هناك موظفون كثيرون داخل الوزارة لم يستطيعوا الإمضاء علي أي أوراق بسبب تخوفهم من مصير وزير الزراعة. ثم أراد أن يحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية الروتين الإداري الذي ترسخ في كل المكاتب الحكومية في مصر علي مدي عشرات أو مئات السنين قائلاً: ياريس الجهاز الإداري الذي معاك مش بيخلص حاجات كتير!! فهل الأستاذ عمرو أديب بهذا الكلام يريد من رجل الأعمال أيمن الجميل أن يخلص أموره عند وزير الزراعة. ولا مانع لديه أن يقدم للوزير كل الطلبات التي تضمنها قرار الاتهام الموجه إليه من النيابة في صورة فيلا ب 8 ملايين جنيه رغم أنه لم يحصل عليها وملابس بأكثر من 25 ألف جنيه وعزومة لعدد لا يقل عن 20 فرداً في أحد الفنادق الفاخرة وتكاليف عمرة لعدد من الأشخاص لا تقل تكلفة الواحد منهم عن 170 ألف جنيه بالإضافة إلي عضوية النادي الأهلي!! هل تقصد يا أستاذ عمرو أن تحاسب الدولة الرجل المتهم بالرشوة "الوزير" وتترك الراشي يذهب إلي حال سبيله من أجل تشجيع رجال الأعمال علي استثمار أموالهم في مصر؟! تخيل أنت أن هذه الظاهرة سادت في البلاد. وكل صاحب حق لابد أن يقدم رشوة لمن بيده تخليصها ليأخذ حقه.. فهل ترضي لمصر أن يسود فيها الفساد أكثر مما هو سائد الآن وينتشر لدرجة تجعل الناس يهربون منها بكل وسيلة؟! إذا كان أيمن الجميل لديه حق في الأرض التي اشتراها من وزارة الزراعة وتعنت الوزير ونائبه في الإجراءات التي من خلالها يستلم الأرض فلماذا لم تنصحه أن يذهب للرقابة الإدارية ويشكو الوزير ويقدم الأوراق الدالة علي أن هذه الأرض أصبحت ملكه فلاشك أن هذا الجهاز الرقابي سينصفه ويتخذ الإجراءات التي تعيد إليه حقه.. اللهم إلا إذا كنت تشك في الأجهزة الرقابية وتقول إنها لا تحل ولا تربط.. وعندئذ كان أمام الجميل الرئيس بنفسه وهو يستطيع الوصول إليه ليتدخل وينصفه.. أليس هذا هو الطريق الأسلم؟! إنك تقول إن هناك موظفين كثيرين في وزارة الزراعة امتنعوا عن التوقيع علي أية أوراق بسبب تخوفهم من مصير وزير الزراعة.. فهل يعني ذلك أن تترك الدولة الوزير المتهم حتي يكون الموظفون لديهم الجرأة علي توقيع الأوراق؟! "الحلال بين والحرام بين" كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يا أخ عمرو.. والأوراق السليمة لا يستطيع موظف أن يمتنع عن توقيعها.. وإنما المشكلة في الأوراق غير السليمة التي تدفع من أجلها الرشاوي. نحن نتمني يا أستاذ عمرو أن يخرج الراشي والمرتشي والوسيط براءة من هذه القضية التي تقول إن من ضبطوها لم يرجعوا إلي الجهات العليا قبل أن تتم عملية القبض عليهم!! أليس كل جهاز يتحمل مسئوليته؟! فهل تريد الرئيس أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة!!