** الرئيس عبدالفتاح السيسي حقق حلم المصريين بدخولنا عصر الطاقة النووية من خلال إعطاء إشارة البدء وتوقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا والتي سيتم بمقتضاها إنشاء محطة الضبعة النووية للأغراض السلمية.. المرحلة الأولي تضم إنشاء "4" محطات نووية بقدرات إجمالي "4800" ميجاوات لتوليد الكهرباء قدرة كل منهما "1200" ميجاوات وكما هو معروف ومعلوم أن الطاقة النووية هي أكثر نظافة وحفاظا علي البيئة عن مصادر الطاقة الأخري بما فيها الطاقة الشمسية. هذه الاتفاقية وهذا الحلم كان معطلا ومتوقفا ومنتظرا من ستينيات القرن الماضي .. والرئيس عبد الفتاح السيسي أراد أن يهدي به الشعب المصري.. هدية تتمثل في مشروع قومي كبير ومتعلق بالأمن القومي يوم عيد ميلاده.. وكان بالفعل أحلي وأجمل واروع وأحسن هدية لشعبه.. لقد هنأ الرئيس السيسي الشعب المصري بهذه الاتفاقية واصفا إياها بأنها حلم قديم لمصر استغرق سنين طويلة بأن يكون لمصر برنامج نووي سلمي لانتاج الطاقة الكهربائية واننا نأخذ أول خطوة في تنفيذ هذا الحلم مؤكدا أن القدرة الحقيقية لأي أمة هي العلم والمعرفة والوعي والعمل والصبر ومن يمتلك ذلك يكون قد امتلك أشياء كثيرة. إنشاء محطة الضبعة مشروع لا يقل أهمية اطلاقا عن مشروع قناة السويس أو السد العالي.. بل انه أكبر وأهم المشروعات المصرية الروسية وهو ثاني أكبر مشروع بعد بناء السد العالي.. ويعد "سدا عاليا جديدا" وميثاق صداقة مصرية روسية. لقد تفوق العرض الروسي لإنشاء محطة الضبعة النووية علي العروض الأخري.. ولقد خضعت كل هذه العروض للآليات نفسها في التقييم الفني والمالي من جانب الفريق التفاوضي الحكومي المكون من خبراء مصريين علي أعلي مستوي من الكفاءة والذي يغطي جميع الجوانب الفنية والقانونية والمالية والتعاقدية والسياسية والأمنية. لقد اختارت مصر العرض الروسي بناء علي عدة أسباب منها أن روسيا الاتحادية هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تتوقف عن إنشاء وتشغيل المحطات النووية لتوليد الكهرباء علي أراضيها وخارجها لأكثر من "30" عاما متواصلة ومستمرة.. كما يؤكد الثقة في قدرات المحطات الروسية وتوافقها مع معايير الأمان النووي الدولي. كما أن العرض الروسي قدم مجموعة متكاملة من البرامج والآليات للتدريب وتأهيل الكوادر المصرية سواء علي مستوي الجهة المشغلة أو الجهة الرقابية النووية بما يتيح للجانب المصري فرصة حقيقية للمشاركة في التصميم والإنشاء وتجارب بدء التشغيل ونقل التكنولوجيا.. بالإضافة لتعزيز الصناعة المحلية وتخفيض زمن الإنشاء والتشغيل وضمان استدامة توريد الوقود النووي اللازم للتشغيل الآمن والمستمر. مما لا شك فيه أن روسيا حليف استراتيجي لمصر.. وأرسلت رسالة بهذا المعني والمضمون والمحتوي إلي العالم كله وذلك من خلال اتفاقية الضبعة.. كما أن التعاون الاقتصادي والسياسي بين مصر وروسيا هو بالفعل يمثل أقصي درجات التحالف الاستراتيجي لعدة أسباب علي رأسها مكانة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي في المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم أجمع.. وأن مصر ميزان الشرق الأوسط وأهم دول المنطقة.. لقد كان هذا الاتفاق أبلغ وخير رد علي كل المؤامرات التي يدبرها كل الكارهين الخير لمصر وتأكيدا كبيرا علي أن العلاقات المشتركة مازالت قوية ولن ولم يتأثر بحادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء هذا المشروع الحيوي الجبار هو حلم المستقبل وأغلق الباب تماما أمام الذين حاولوا إحداث توتر في العلاقات بين الشعبين الصديقين "مصر وروسيا" لتحجز مصر موقعها بين صفوف الدول الصناعية الكبري في القريب العاجل.