لم يكن موقف السودان في مشكلة سد النهضة الأثيوبي مراعياً لمصلحة مصر.. بل كانت تميل أكثر إلي الجانب الأثيوبي. وربما تكون مؤيدة له بوسيلة أو أخري.. حتي لقد سمعنا من بعض المسئولين السودانيين أن سد النهضة يمثل للسودان أمراً مهماً كما يمثل السد العالي لمصر!! ورغم حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي الانفتاح علي الدول الأفريقية وفي مقدمتها السودان "الشقيق" وقيامه بزيارة الخرطوم والالتقاء بالرئيس عمر البشير. وتعزيز العلاقات بين البلدين وإعلانه استعداد مصر للمساهمة في مشروعات التنمية الاقتصادية. وكان الرئيس البشير في مقدمة المدعوين لحفل قناة السويس.. إلا أن هناك أصواتاً تخرج من السودان الآن تهاجم مصر دون مبرر. وتحاول أن تبذر بذور الفتنة بين البلدين. سكتت مصر عن موضوع مدينتي حلايب وشلاتين علي الحدود بين البلدين. ورغم الخرائط الدولية التي تثبت أنهما مدينتان مصريتان. فقد آثرت مصر أن تترك المدينتين بأهلهما من المصريين وبعض السودانيين يتعايشون في ود ووئام ورحمة.. ومصر تقدم للجميع الخدمات الضرورية التي تعين سكانهما علي الحياة. هل ذنب مصر أنها تدافع عن حدودها ضد الذين يريدون تكدير صفوها في ظل النشاط المتزايد للإرهابيين في تلك الفترة التي عمَّ فيها الإرهاب بلاداً كثيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وامتد إلي أوروبا التي أصبحت تعيش في رعب منه. بعد أحداث باريس؟!! هل تترك مصر المتسللين الذين يعبرون من السودان متلبسين بحمل أسلحة أو باحثين عن الذهب. أو معادن أخري في أراضي مصرية. وتترك لهم الحرية ليعبثوا بأمن البلاد؟!!.. هل تترك المتسللين الذين يريدون اختراق حدودها للانضمام إلي التنظيمات التكفيرية في ليبيا؟!.. أم تتركهم ليتسللوا إلي إسرائيل؟!.. هل يريد الإخوة السودانيون أن نتعامي عن هذه الخروقات؟!! هل سألت الرئاسة السودانية أبناءها الذين يقيمون في مصر عن أوضاعهم. وكيف يتعامل معهم المصريون؟!.. أعتقد أن أي جالية تقيم في مصر تجد تعاوناً وحباً شديداً. وتعاطفاً من أبناء مصر.. فما بالك إذا كان هؤلاء إخوة من السودان. الذين نعتز بهم علي مدي التاريخ؟!! قالت "الأخبار" إن الرئاسة السودانية دخلت علي خط التوتر مع القاهرة بسبب المعاملة القاسية للسودانيين. ومقتل 15 سودانياً حاولوا التسلل إلي إسرائيل.. وحذرت الخارجية السودانية من أن ما يجري في مصر سيضر بالعلاقات بين البلدين!! نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن. ووزراء ومسئولون. ناقشوا تقارير تحدثت عن انتهاكات يتعرض لها السودانيون في مصر. وطلبوا تقريراً عاجلاً لمعالجة الأمر.. وادعي نائب السفير السوداني بالقاهرة رشاد فراج الطيب. استمرار إجراءات القبض علي السودانيين.. قائلاً إنها لو استمرت ستضر ضرراً بالغاً بعلاقات الشعبين. والسؤال هنا للسيد نائب السفير: إذا كان ما تدعيه من أنه تم القبض علي بعض السودانيين. فلم لم تذهب إلي وزارة الداخلية وتستفسر منها عن الأسباب التي دعت للقبض علي هؤلاء البعض؟!.. لا شك أن السيد وزير الداخلية سيشرح لك الأمر بكل بساطة. أبوالقاسم برطم. عضو البرلمان السوداني المستقل. قال إن المصريين ينظرون إلي السودانيين نظرة استعلائية. ونظرة المستعمر!!.. ونحن نقول لك يا أخ أبوالقاسم: لعلك من شباب الجيل الجديد.. ولم تر ولم تسمع أن السودانيين يعيشون بيننا منذ عشرات السنين. ونتعامل معهم كإخوة متحابين.. هم إخوتنا. وأبناؤنا. ولقد عشت أنا معهم في عمارة واحدة. وكانت الألفة بيننا أقوي من الألفة بين أخوين شقيقين!! لقد اعتبرت يا أخ أبوالقاسم أنه ليس هناك ما يسمي دولة شقيقة.. وقلت إن عمق السودان الاستراتيجي في أفريقيا وفي مصالحه. وأينما كانت المصالح تكون الوجهة هي الشقيقة. اعتقد كما شئت أن تعتقد يا أخ أبوالقاسم. .نحن نعتبر السودان توءماً لمصر. وليست مجرد دولة شقيقة.. وحاول أن تغذي روح العداوة بين الشعبين.. ولكنني أدعوك لقراءة التاريخ. فهاتان دولتان منفصلتان حدودياً. لكنهما متوائمتان روحاً وعقلاً ومصلحة.. ولن تستطيع أن تفرق مصر عن السودان.. ولا السودان عن مصر مهما فعلت.