مجهود جاد من الوزير خالد عبدالعزيز لإعادة الجماهير إلي ملاعبنا مرة أخري لسببين رئيسيين. أولهما إعادة البهجة والعافية إلي ملاعبنا بقوة الجماهير مع انطلاق تصفيات كأس العالم فلا أمل لمنتخبنا في التأهل للمونديال الروسي بدون جمهور.. والثاني أن مصر سوف تنظم في يناير المقبل نهائيات بطولة افريقيا لكرة اليد برعاية وربما حضور الرئيس السيسي.. ولا يعقل أن بطولة قارية تقام في مصر في لعبة جماعية لها الشعبية الثانية وتكون بدون حضور جماهيري طاغ وقوي ومؤثر.. ولهذين السببين فإن عودة جماهيرنا إلي ملاعبنا مسألة منتهية وأساسية ويمكن أن نطلق عليها أيضا بأنها استراتيجية.. وما يبذله الوزير خالد عبدالعزيز. من جهد ما هي إلا ترتيبات لابد منها للتنسيق بين مختلف الجهات المعنية مثل وزارة الداخلية وإدارات الاستادات واتحاد الكرة برئاسة جمال علام الذي بدأ بدوره الدخول في هذه الإجراءات الجادة لاختيار إحدي شركات الأمن القادرة علي تأمين الملاعب مثل كل ملاعب العالم التي يوجد فيها "أمن ملاعب" وهو غير الأمن الشرطي. إلا أنهما يكملان بعضمها ويتعاونان معا. وحتي لا تكون هناك مواجهة مباشرة بين الجمهور والشرطة إلا مع من يخرق القواعد ويتجاوز حدوده فيتم القبض عليه وإحالته للنيابة فورا ودون تردد. وخلال شهر نوفمبر سوف تستكمل المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق بالجزء الثاني من انتخابات البرلمان.. ويكون الطريق مفتوحا أمام عودة الجماهير في مباريات شهر ديسمبر بالدوري الممتاز لكرة القدم. وأيضا دوري القسم الثاني. وفي الشهر التالي مباشرة ستكون احتفال مصر باستضافة بطولة افريقيا لكرة اليد.. وليس خافيا ان مصر تتطلع لاستضافة بطولة العالم لكرة اليد.. وسيكون نجاح البطولة الافريقية هو المغناطيس الذي سيجذب إلي مصر بطولة العالم التي استضافتها قطر العام الماضي.. وحققت نجاحا جماهيريا بفضل المصريين العاملين في قطر. فما بالنا إذا أقيمت البطولة في "أم الدنيا" مع جمهورها الرائع العظيم.. ولكن علينا في الفترة الحالية إعلاماً وجماهيرا أن نضع عقولنا في رءوسنا ولا تأخذ البعض منا نشوة التحدي والرغبة في إفساد الجهود المبذولة كما حدث من قبل فوقعت كارثة بوابات الدفاع الجوي وكأننا لم نتعلم مما حدث في ستاد بورسعيد قبل 4 سنوات.. ذلك أن روابط الألتراس التي تسبب الصراع الدائم سوف تزول أو تهد لو وجدت موقفا إعلاميا صارما يرفض التعامل مع تصرفاتها المجنونة وبياناتها المستفزة.. فلا يخفي أن بعض الإعلاميين وأصحاب الأقلام يساندون هذه الروابط سرا أو علانية لأنهم يرون في رجال الإمن عدوا لهم لأسباب سياسية أو غير سياسية فيسعون إلي جعل الحالة النفسية لشباب روابط الألتراس في حالة استنفار وغضب حتي يسهل استخدامهم وقت اللزوم.. وتبقي كلمة أخيرة في هذه المسألة وهي إذا كان الألتراس بكل ألوانه يرفع شعار "كرة القدم للجماهير".. فهل قال أحد غير ذلك.. إلا أنكم بفكركم الضيق لا ترون الجماهير الحقيقية التي عادت بصورة مصغرة في السوبر المصري بمدينة العين.. هذه هي الجماهير التي ننتظر عودتها.